كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 3)
سَمِعْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَزِيدُونَ عَلَى هَذَا شَيْئًا. وَيَغْضَبُ إِذَا أَرَادُوهُ عَلَى الزِّيَادَةِ.
• [٥١٢٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّمَا الْقُنُوتُ طَاعَةٌ للهِ، وَكَانَ يَقْنُتُ بِأَرْبَعِ آيَاتٍ: مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ ثَمَّ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: ١٦٤] هَذهِ الْآيَةَ، وَ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: ٢٥٥]، وَهَذِهِ الْآيَةِ {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: ٢٨٤]، حَتَّى يَخْتِمَ الْبَقَرَةَ ثَمَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثَمَّ {قُل أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} ثَمَّ {قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِياكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وإلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَخْشَى عَذَابَكَ، وَنَرْجُو رَحْمَتَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحِقٌ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ * وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ فَلَا نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مِنْ يَكْفُرُكَ. وَذَكَرُوا أَنَّهُمَا (¬١) سُورَتَانِ مِنَ الْقُرْآنِ (¬٢)، وَأَنَّ مَوْضِعَهُمَا بَعْدَ {قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ: عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُهُمَا أَبِي فِي الصُّبْحِ، وَكَانَ لَا يَجْهَرُ بِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: هُوَ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَيقُولُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ (¬٣) مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْعِشَاءِ، وَيَقُولُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنَ الْأُخْرَيَيْنِ (¬٤) مِنَ الظُّهْرِ؛ مَا فِي الْبَقَرَةِ (¬٥) وَيَقُولُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْأُخْرَيَيْنِ (¬٦) مِنَ الظُّهْرِ مَا سِوَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ فِي الْعَصْرِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَكَانَ يُوتِرُ، وَكَانَ يَجْعَلُ الْقِرَاءَةَ فِي الْوِتْرِ.
---------------
* [٢/ ٢٠ ب].
(¬١) في الأصل، (ن): "أنها"، والتصويب من (ك).
(¬٢) قوله: "سورتان من القرآن"، وقع في الأصل: "سورتين من البقرة"، والتصويب من (ن)، (ك).
(¬٣) في الأصل، (ك): "الآخرتين"، والمثبت من (ن).
(¬٤) في الأصل، (ن): "الآخرتين"، والمثبت من (ك).
(¬٥) قوله: "ما في البقرة"، وقع في الأصل: "ما بقي"، والتصويب من (ن)، (ك).
(¬٦) في (ك): "الآخرتين".
الصفحة 390