كتاب أحكام تمني الموت (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثالث)

تقاتل عليه، فتقدم هشام بن العاص وقاتلهم حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة فسدها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عمرو بن العاص: إن الله فد استشهده ورفع روحه، وإنما هي جثة، فأوطئوها الخيل. ثم وطئه هو وتبعه الناس، حتى قطعوه".
وللحاكم وصححه عن أنس: "أن رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أنا قاتلت حتى أقتل فأين أنا؟ قال: في الجنة فقاتل حتى قتل، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لقد بيض الله وجهك وطيب ريحك وقال لهذا أو لغيره: لقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته جبة له من صوف، تدخل بينه وبين جبته ".
وللبيهقي بسند حسن عن ابن عمر: "أن أعرابيا استشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فقعد عند رأسه مسرورا يضحك، ثم أعرض عنه، فسئل عن ذلك، فقال: أما سروري فلما رأيت من كرامة روحه على الله، وأما إعراضي عنه فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه".
أخرج ابن عبد البر عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن - كان يعرفه في الدنيا - فيسلم عليه، إلا عرفه ورد عليه السلام" صححه عبد الحق، وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة.
ولأحمد والحاكم عنها قالت: "كنت أدخل البيت، فأضع ثوبي، وأقول: إنما هو أبي وزوجي، فلما دفن عمر معهما ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر".

الصفحة 46