كتاب أحكام تمني الموت (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثالث)
وأخرج البخاري في تاريخه وغيره عن عبد الله بن عبيد الأنصاري، قال: "كنت فيمن دفن ثابت بن قيس بن شماس، وكان أصيب يوم اليمامة، فلما أدخلناه قبره، سمعناه يقول: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الشهيد، عثمان لين رحيم. فنظرنا إليه فإذا هو ميت".
وأخرج مسلم عن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة، فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا - إن شاء الله - بكم لاحقون" 1.
وله عن عائشة: "قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا - إن شاء الله - بكم لاحقون" 2.
وللنسائي وابن ماجه عن بريدة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر: السلام عليكم أهل الديار من المسلمين، وإنا - إن شاء الله - بكم لاحقون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، أسأل الله لنا ولكم العافية" 3.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد ابن أبي وقاص: "أنه كان يرجع من ضيعته، فيمر بقبور الشهداء، فيقول: السلام عليكم، وإنا بكم لاحقون، ثم يقول لأصحابه: ألا تسلمون على الشهداء فيردون عليكم".
وله عن ابن عمر: "أنه كان لا يمر - بليل ولا نهار - بقبر إلا سلم عليه". وله عن أبي هريرة قال: "إذا مررت بالقبور كنت تعرفهم، فقل:
__________
1 مسلم: الطهارة (249) , والنسائي: الطهارة (150) , وأبو داود: الجنائز (3237) , وأحمد (2/300 ,2/408 ,2/454) , ومالك: الطهارة (60) .
2 مسلم: الجنائز (974) , والنسائي: الجنائز (2037) , وأحمد (6/221) .
3 مسلم: الجنائز (975) , والنسائي: الجنائز (2040) , وابن ماجه: ما جاء في الجنائز (1547) , وأحمد (5/353 ,5/359) .