كتاب مقدمة إملاء الاستذكار للحافظ أبي عمر ابن عبد البر القرطبي

وأبو تليد: خصيب بن موسى (¬1)، روى عن القاسم بن مسعدة (¬2)، عن النسوي أبي عبد الرحمن (¬3).
وهو جَدُّ شيخنا أبي عمران موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن موسى بن أبي تليد، أَرَانِي الفقيه أبو عمران كتاب السير من مصنف النسائي، وفيه السّماع على جده أبي تليد المذكور سنة خمس وثلاث وثلاثمائة بمدينة سالم (¬4) من ثغر الأندلس.
ولموسى بن أبي تليد (¬5) سماع من قاسم بن أصبغ (¬6)، ووهب بن
¬__________
(¬1) ترجم له ابن بشكوال ترجمة موجزة فقال: "حدّث عن القاسم بن مسعدة وقد أخذ الناس عنه، وهو جد شيخنا أبي عمران ابن أبي تليد". (الصلة لابن بشكوال 1/ 176).
(¬2) هو قاسم بن مُسْعِدَة، أبو محمد البكري، من أهل وادي الحجارة، قال ابن الفرضي: "كان له بصر بالحديث وتمييز بالرجال"، توفي سنة 318 هـ. (انظر ترجمته في: أخبار الفقهاء والمحدثين للخشني، ص 311، تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي 1/ 44، وجذوة المقتبس للحميدي، ص 332).
(¬3) هو الإِمام النسائي صاحب السنن, وهو غني عن التعريف، والنسوي والنسائي كلاهما نسبة إلى مدينة نسا بلدة بخراسان، والنسوي هو الأجود في النسبة إلى نسا فيما ذكره ابن الجوزي. (انظر: المشتبه للذهبي، ص 639، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 9/ 73، وتبصر المنتبه 4/ 1439).
(¬4) مدينة بالأندلس تتصل بأعمال باروشة، وكانت من أعظم المدن وأشرفها وأكثرها شجراً وماء، وكان طارف بن زياد لما افتتح الأندلس ألفاها خراباً فعمرت في الإسلام. (انظر: معجم البلدان 3/ 194).
(¬5) هو كذلك جد لأبي عمران المتقدم ذكره، ترجم له ابن الأبار اعتماداً على ابن الدباغ فلم يتجاوز ما ذكره السِّلفي هنا. (انظر: التكملة لكتاب الصلة 2/ 171).
(¬6) هو قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح، أبو محمد البيّاني القرطبي، سمع بقرطبة ورحل إلى المشرق سنة 274 هـ قال ابن الفرضي: "وكان قاسم بن أصبغ بصيراً بالحديث والرجال نبيلاً في النحو والغريب والشعر، تغيّر قبل موته بثلاث سنين"، توفي =

الصفحة 36