كتاب مقدمة إملاء الاستذكار للحافظ أبي عمر ابن عبد البر القرطبي

قبل موت أبي عمر بأزيد من ست سنين (¬1)، وكان من نوادر الدهر، وعلماء ذلك العصر في فنون شتى، وأنواع مختلفة [في] (¬2) المعنى (¬3).
وسمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن مرزوق اليحصبي الأندلسي بمصر (¬4) يقول: سمعت أبا بكر عبد الباقي بن محمد بن [بُرْيَال] (¬5) الحجاري (¬6) بالأندلس يقول: سمعت القاضي أبا القاسم صاعد ابن
¬__________
= الأستاذ ليث سعود جاسم في كتابه: ابن عبد البر الأندلسي وجهوده في التاريخ، ص 148، 149).
(¬1) توفي ابن حزم تحديداً عشية يوم الأحد لليلتين بقيتا من شعبان سنة 456 هـ فكان عمره رحمه الله إحدى وسبعين سنة وعشرة أشهر وتسعة وعشرين يوماً. (انظر: جذوة المقتبس، ص 308، والصلة 2/ 396).
(¬2) كلمة في ساقطة من م.
(¬3) قال القاضي صاعد بن أحمد: "كان أبو محمد ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإِسلام وأوسعهم معرفة، مع توسعه في علم اللسان، ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار". (انظر: الصلة 2/ 395، وراجع ترجمة ابن حزم في السير 18/ 184).
(¬4) ترجم له المصنف الحافظ السِّلَفي ضمن شيوخه في كتاب معجم السفر، ص 153، وقال: "كان من صلحاء المسلمين، وفي أمور دينه من المتنبهين، وفي أحوال الدنيا من المغفلين، وكانت له عناية عظيمة بتحصيل كتب أبي محمد ابن حزم الظاهري ورسائله ... وكان ظاهري المذهب، وكذلك شيخه ابن بريال، وكنت أستأنس به مدة إقامتي بمصر، ويقابل معي ما أكتبه وأقرؤه على الشيوخ، ثم رأيته بالإِسكندرية أيضاً، وتوفي على ما بلغني بدمشق رحمه الله، مولده بسرقسطة من مدن الأندلس سنة ست وخمسين وأربعمائة".
(¬5) في الأصل: يريال، وهو تصحيف، والصواب كما في م: بريال، بالباء الموحدة، وهو مطابق لما ورد في الصلة ومعجم السفر.
(¬6) هو عبد الباقي بن محمد بن سعيد بن أصبغ بن بريال، أبو بكر الحجاري الأنصاري، مولده سنة 416 هـ قال ابن بشكوال: "وكان نبيلاً حافظاً، ذكياً أديباً، شاعراً محسناً، سكن في آخر عمره المرية، توفي سنة 502 هـ ببلنسية وعمّر عمراً طويلاً". (انظر ترجمته في: الصلة 1/ 366 - 367).

الصفحة 42