كلها. ومن هنا لا يوجد إيمان إلاَّ كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لازماً له، وخاصّةً من خواصّه لا ينفك عنه1.
وقد اتفقت الأُمَّة الإسلامية على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يخالف في ذلك إلاَّ مَنْ شَذَّ2.
كما اعتبره الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرطاً رئيساً في الانتماء إلى صفوف هذه الأُمَّة، فقد قرأ قول الله -تعالى-: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} 3.
ثُمَّ قال: "أيها الناس! مَنْ سرَّه أن يكون من تلك الأُمَّة فليؤدّ شرط الله فيها"4.
- وقد أكَّد الله فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كتابه العزيز، وبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم في أخبارٍ متواترة، وأجمع سلف الأُمَّة وفقهاء الأمصار - رحمهم الله - على وجوبه5.
وقال الغزالي6: "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين"7.
__________
1 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأبي بكر أحمد بن محمد الخلال ص 42 دراسة وتحقيق عبد القادر أحمد عطا.
2 الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم، تحقيق د. محمد نصر، ود. عبد الرحمن عميرة.
3 آل عمران: 110
4 فتح القدير للشوكاني، تحقيق د. عبد الرحمن عميرة 1/453، جامع البيان للطبري 4/43
5 أحكام القرآن للجصاص 2/486، مناهج العلماء في الأمر بالمعروف ص 54
6 هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي، حجة الإسلام، أصولي، فقيه، فيلسوف، متصوف، وُلِدَ عام 450هـ، وتوفي سنة 505هـ.
طبقات السبكي 6/191، تبيين كذب المفتري ص 291
7 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للغزالي، تحقيق سيد إبراهيم ص 5