اللَّهُمَّ وَارْضَ عن أَئِمَّةِ الدِّينِ والأَئِمَّةِ المجتهدينَ، القائمينَ بِنَصْرِ دِينِهِ القَوِيم، والسَّالِكِينَ طَرِيقَهُ المستقيمَ، والدَّافِعِينَ جَيْشَاتِ (¬1) المبطلينَ، بِأَمْتَنِ دَلِيلٍ، وأحسنِ إيضاحٍ وتعليلٍ، حَتَّى رَجَعَ الملحدُ خَائِباً، وانقطعَ المفسدُ مُجَانِباً، وَعَادَتْ حُجَّتُهُ دَاحِضةً، لما تَظَاهَرُوا بالأدلّة النَّاهِضَةِ.
فَشَكَرَ الله سَعْيَهُمْ، وَقَبِلَ صُنْعَهُمْ، وَنَفَعَنَا بِبَرَكَاتِهِمْ، وَبَرَكَاتِ عُلُومِهِمْ.
وَقَدْ كَانَ منهم في المائة السَّادِسَةِ القاضي أبو الفضل عِيَاضُ بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض بن محمد بن عبد الله ابن موسى بن عياض اليَحْصُبِيِّ، الأَنْدَلُسِيِّ الأَصْلِ، السَّبْتِيِّ (¬2)، إِمَامُ
¬__________
(¬1) جمع جيشة، وهي المرة من جاش إذا ارتفع، وجاش الوادي يجيش جيشاً زخر وامتد جداً، وجاش البحر جيشاً هاج فلم يستطع ركوبه، وورد في حديث علي رضي الله عنه في صفة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دامغ جيشات الأباطيل".
(انظر: لسان العرب لابن منظور 6/ 277 مادة: جش).
(¬2) ولد القاضي عياض في منتصف شعبان سنة ست وسبعين وأربعمائة، وتوفي بمراكش يوم الجمعة سابع جمادى الثانية سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وقيل غير هذا، ومصادر ترجمته كثيرة جداً أكتفي بالِإحالة على بعضها: الصَّلة لابن بشكوال 2/ 429، والمعجم لابن الأبار، ص 356، ووفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 483، وسير أعلام النبلاء 20/ 212، وتذكرة الحفاظ 4/ 1304، والِإحاطة في أخبار غرناطة لابن الخطيب 4/ 222، والديباج المذهب لابن فرحون 2/ 46. وأفرد المقري كتاباً حافلاً في ترجمته وذكر أخباره سماه "أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض"، طبع في خمسة =