كتاب بحث في إجابة الدعوة

هل عندكم شيء؟ " قالت فقلت: يا رسول الله ما عندنا شيء، قال: "فإني صائم"، قالت: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهديت لنا هدية أو جاءنا زَوْر قالت فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يارسول الله أهديت لنا هدية أو جاءنا زَوْر وقد خبأت لك شيئاً قال: "ما هو؟ " قلت: حيس، قال: "هاتيه" فجئت به فأكل ثم قال: "قد كنت أصبحت صائماً".
أخرجه مسلم1 واللفظ له وأبو داود2 والترمذي3 والنسائي4 وزاد5 "وأصوم يوماً مكانه".
__________
1 في صحيحه (2/808 رقم 1154) كتاب الصيام، باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال وجواز فطر الصائم نفلاً من غير عذر.
2 في السنن (2/824 رقم 2455) كتاب الصوم، باب في الرخصة في ذلك -أي النية في الصيام-.
3 في السنن (3/102 رقم 734) كتاب الصوم، باب صيام المتطوع بغير تبييت.
4 في السنن (4/194 رقم 2323 حتى 2328) كتاب الصيام، باب النية في الصيام، وفي الكبرى (2/114، 115 رقم 5633 حتى 5637) كتاب الصيام، باب النية في الصيام.
كلهم من طريق طلحة بن يحيى بن عبيد الله حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة به. وعند النسائي أيضاً عن طلحة عن مجاهد عن عائشة به وعن طلحة عن عائشة بنت طلحة ومجاهد عن عائشة به.
5 وزاد أي النسائي في الكبرى (2/249 رقم 3300) كتاب الصيام، باب مايجب على الصائم التطوع إذا أفطر، والدارقطني في السنن (2/177) كتاب الصيام، باب تبييت النية من الليل وغيره، والبيهقي في السنن (4/275) كتاب الصيام باب صيام التطوع والخروج منه قبل تمامه.
كلهم من طريق سفيان بن عيينة حدثتنيه طلحة بنت يحيى عن عمته عائشة عن عائشة به.
قال النسائي عقبه: هذا خطأ قد روى هنا الحديث جماعة عن طلحة فلم يذكر أحداً منهم "ولكن أصوم يوماً مكانه".
وقال الدارقطني عقبه: لم يروه بهذا اللفظ عن ابن عيينة غير الباهلي - محمد بن عمرو بن العباس - ولم يتابع على قوله "وأصوم يوماً مكانه" ولعله شبه عليه والله أعلم لكثرة من خالفه عن ابن عيينة. لكن لم ينفرد به الباهلي فقد رواه الشافعي ومحمد بن منصور كما عند النسائي عن سفيان فالتفرد من سفيان.
وقال البيهقي عقب إخراجه بدون ذكر القضاء: هكذا رواه جماعة عن سفيان بن عيينة وكذلك رواه جماعة عن طلحة بن يحيى ولم يذكر واحداً منهم القضاء في هذا الحديث.
ثم ساقه من طريق سفيان بذكر القضاء فقال: وكان أبو الحسن الدارقطني يحمل في هذا اللفظ على محمد بن عمرو الباهلي هذا ويزعم أنه لم يروه بهذا غيره ولم يتابع عليه وليس كذلك فقد حدث به ابن عيينة في آخر عمره وهو عند أهل العلم بالحديث غير محفوظ.
ثم ساقه من طريق الشافعي عن ابن عيينة به بذكر القضاء وقال: وروايته عامة دهره لهذا الحديث لايذكر فيه هذا اللفظ مع رواية الجماعة عن طلحة بن يحيى لا يذكره منهم أحد منهم سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وعبد الواحد بن زياد ووكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد القطان ويعلي بن عبيد وغيرهم فدل على خطأ هذه اللفظة والله أعلم.
وقد روى من وجه آخر عن عائشة ليس فيه هذه اللفظة. ا?.
وقال المزني: - معرفة السنن والآثار (6/336) - سمعت الشافعي سمعت سفيان عامة مجالسه لا يذكر فيه "سأصوم يوماً مكانه" ثم عرضته عليه قبل أن يموت بسنة فأجاب فيه "سأصوم يوماً مكانه".
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص (2/210) وابن عيينة كان في آخر عمره تغير.

الصفحة 143