كتاب إبراهيم بن محمد بن سفيان رواياته وزياداته وتعليقاته على صحيح مسلم

بالرفع"1. [ (4/2024) كتاب البر والصلة، باب: النهي من قول: هلك الناس (2623) ] .
__________
1 تردَّد ابن سفيان فلم يجزم بإحدى الروايتين أو يرجح إحداهما على الأخرى، لكن الحميدي، والنووي ذكرا أنَّ الرفع أشهر. المرجع السابق، والمنهاج للنووي (16/413) .
ويظهر أنَّه الصحيح، بدليل أنَّ أبا نعيم روى الحديث من طريق سفيان الثوري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة بلفظ: "إذا قال المرء: هلك الناس فهو من أهلكهم". حلية الأولياء (7/141) .
ومعنى الحديث على رواية الرفع: فهو أشدُّهم هلاكاً، وعلى رواية الفتح: فهو الذي جعلهم هالكين، لا أنَّهم هلكوا في الحقيقة.
ثم إنَّ العلماء اتَّفقوا على أنَّ هذا الذم إنما هو فيمن قاله على سبيل الازدراء على الناس واحتقارهم، وتفضيل نفسه عليهم، وتقبيح أحوالهم؛ لأنَّه لا يعلم سرَّ الله في خلقه، فأما من قال ذلك تحزناً لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه. انظر: المنهاج (16/414) .
ونحا الخطابي منحى آخر في بيان المعنى، فقال: لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم، ويقول قد فسد الناس وهلكوا، ونحو ذلك من الكلام يقول صلى الله عليه وسلم: إذا فعل الرجل ذلك فهو أهلكُهم وأسوأهم حالاً مما يلحقه من الإثم في عيبهم والازدراء بهم والوقيعة فيهم، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه فيرى أنَّ له فضلاً عليهم وأنَّه خير منهم فيهلك. انظر: معالم السنن للخطابي (4/122) .
والحديث أخرجه من رواية حماد بن سلمة عن سهيل:
علي بن الجعد في مسنده (2/1162) (3478) . والطيالسي في مسنده (ص:319) (2438) كلاهما عن حماد، وتصحف فيه إلى همام.
وأخرجه احمد في مسنده (2/341) . وأبو داود في سننه (5/260) كتاب الأدب، باب: رقم (85) (4983) . والبغوي في شرح السنة (13/144) (3565) .
جميعهم من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل به.
وأخرجه من رواية مالك عن سهيل:
مالك في الموطأ برواية يحيى بن يحيى (2/984) (2) ، وبرواية أبي مصعب الزهري (2/162) (2070) ، وبرواية ابن القاسم بتلخيص القابسي (ص:455) (442) .
وأخرجه من طريق مالك:
أحمد في مسنده (2/465،517) . والبخاري في الأدب المفرد (فضل الله الصمد 2/229) (759) . وأبو داود في الموضع السابق. والغافقي في مسند الموطأ (ص:382) (435) .
وابن حبان في صحيحه (الإحسان 13/74) (5762) . وأبو نعيم في الحلية (6/345) . والبيهقي في الآداب (ص:118،119) (355،356) ، وفي شعب الإيمان (5/288) (6685) . والبغوي في شرح السنة (13/143) (3564) .

الصفحة 224