كتاب الحدود في علم النحو

- حدُّ الكلم: ما رُكِّب من ثلاثِ كلماتٍ فصاعداً، أفاد1، أم2 لم يُفِد3.
مثال كلمة: " زَيْد ".
مثالُ الكَلِم: "إن قامَ زيدٌ".
مثال الكلامِ: "زيدٌ قائمٌ".
مثال ما اجتمعَ فيه4الكلامُ والكَلٍمُ "زَيْدٌ أبوه قَائِمٌ"5.
- أقسامُ الكلامِ: اسم6 وفعلٌ وحرفٌ7.
__________
1 هذه الكلمة ساقطة من أ.
2 في ج "أو".
3 العبارةُ من الكلم إلى هنا مطموسةٌ في ب. وانظر: شرح الألفية: لابن الناظم ص 21، وهمع الهوامع 1: 12 وشرح الحدود في النحو: للفاكهي ص 77. وقيل: لا يقال إلا على ما فوق العشرة. انظر: شرح الأشموني 1: 25.
4 العبارةُ إلى هنا ساقطة من ب، وترتيبُها في "ج" مختلفٌ. فقد جاء مثالُ الكلامِ قبلَ مثالِ الكلم.
5 العلاقة بين الكلمِ والكلامِ أن الكلمَ أخصُ من الكلامِ، باعتبارِ اشتراطِ التراكيبِ من الثلاثِ، وأعمُ منه بسببِ عدمِ اشتراطِ الفائدةِ. والكلامُ أخصُ من الكلمِ باشتراطِ الفائدةِ فيه. وأعمُ منه بعدمِ اشتراطِ التركيبِ من الثلاثِ، بل يتركبُ أيضاً من كلمتين: كهذا زيدٌ ومما زاد على الثلاث: كظننتُ زيداً قائماً أبوهً فبينهما عمومُ من وجهٍ. انظر شرح الحدود في النحو: للفاكهي ص 78-79.
6 اختفَ النحويون في العلّةِ التي بسببِها سُمِّي، فذهبَ البصريون إلى أنَّه أوضحَ معناه لأن المسمَّى قبلَ وضعِ الاسمِ عليه كانَ خاملاً وبعدَ وضعِ الاسم ِ عليه صارَ نابهاً. وقيل: لأنَّه سَمَا على الفعلِ والحرفِ، لأنَه يُسْندُ ويُسْنَدُ إليه، والفعلُ يُسندُ ولا يُسندُ إليه، والحرفُ لا يُسندُ ولا يُسندُ إليه. وقال الكوفيون: لأنَّه وسمٌ على المُسَمَّى يُعرفُ به، أي علامةٌ، تقولُ وسمتُ البعيرَ: إذا وضعتُ عليه علامةً يُعرفُ بها. انظر: (الغرة المخفية: لابن الخباز على الدرة الألفية: لابن معطٍ ص 84 – 85) .
7 انظر: اللمع: لابن جني ص 90. وإنما كان الكلامُ ثلاثةَ أشياءَ، لأن جميعَ الأشياءِ لا تخلو أن تكونَ ذاتاً أو حدثاً للذاتِ أو واسطةً بينهما. فالاسمُ عبارةٌ عن الذاتِ. والفعلُ عبارةٌ عن الحدثِ. والحرفُ عبارةٌ عن الواسطةِ بينهما، ولا يوجدُ قسمٌ رابعٌ. فلما كانَ كذلك حُكِمَ بأنَّ الكلامَ ثلاثةٌ.
وجوابٌ ثانٍ: وهو أن في الكلامِ ما يُخبرُ عنه به فسُمِّي اسماً، ومنهُ ما يُخبرُ به ولا يُخبرُ عنه فسُمِّي فعلاً، ومنه ما لا يُخْبَر عنهُ ولا بهِ، فسُمِّي حرفاً. ولمْ يوجدْ قسمٌ رابعٌ. فحُكِمَ بأنَّ الكلامَ ثلاثةٌ.
وجوابٌ ثالثٌ: وهو أن جميعَ المعاني يُعَبَّرُ عنها بهذِه الأشياءِ الثلاثةِ، فعُلِمَ أنَّه لا رابعَ لها.
وجوابٌ رابعٌ: وهو أن الكلمةَ إما أن لا تستقل بالمفهوميةِ وهو الحْرفُ، أو تستقل دالة ببنيتِها على الزمانِ وهو الفعلُ أولا وهو الاسمُ. انظر: (شرح عيون الإعراب: للمجاشعي ص 45، والنكت الحسان ص 33) .

الصفحة 436