كتاب تلوين الخطاب لابن كمال باشا دراسة وتحقيق
ومن تأمل في طريق عتابه تعالى إياه عليه الصلاة والسلام في مواضع العتاب - كقوله تعالى: {عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} 1 فإنْ فيه ما لا يخفى من لطف الكناية عن خطئه عليه الصلاة والسلام في الإذن تعظيماً لشأنه - لا يخطر بباله مثل ذلك الوهم، وإنّما قلنا على ما ذكرنا، إذ لابدّ من اعتباره شرطاً زائداً على ما ذكروا في تفسير الالتفات2.
قال صاحب التلخيص3: والمشهور أن الالتفات هو التعبير عن4 معنى بطريق من الثلاثة بعد التعبير عنه بآخر منها5. وقال الفاضل التفتازاني6 - في شرحه، "بشرط أن يكون التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر"7 وفي المفتاح:
"ويسمّى هذا النقل التفاتاً عند علماء علم المعاني"8.
__________
1 من آية (43) من سورة التوبة.
2 في (د) الالتفاب.
3 هو محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد، أبو المعالي، جلال الدين القزويني، المعروف بخطيب دمشق، من العلماء الفقهاء، ولي القضاء في ناحية الروم ثم دمشق ثم مصر، ولد 666هـ وتوفي سنة 739هـ من تصانيفه: (تلخيص المفتاح) و (الإيضاح) وهو شرح للتلخيص.
- بغية الوعاة 1/156- 157.- الأعلام 6/192.
4 هنا سقط في (م) من قوله: التعبير عن إلى قوله (الثاني) .
5 التلخيص: 86.
6 هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني، سعد الدين، من أئمة العربية والبيان، ولد بتفتازان سنة 712هـ، وأجاد في علوم كثيرة وصنف فيها ومنها: النحو والصرف والمنطق والبلاغة والأصول، من أشهر تصانيفه: (المطوّل) وهو شرح لكتاب التلخيص، مات بسمرقند سنة 791هـ.
- بغية الوعاة 2/285 والأعلام 7/219.
7 المطوّل على التلخيص (131) شرح التلخيص المعروف بمختصر المعاني مطبوع بها من التلخيص (87) .
8 المفتاح: 199 بشرح نعيم زرزور.
الصفحة 342
516