كتاب تلوين الخطاب لابن كمال باشا دراسة وتحقيق

محدث له، قلت: بل ما1 ذكرته على وفق إشارة صاحب المفتاح حيث قال: «والعرب يستكثرون منه، ويرون الكلام إذا انتقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في القبول عند السامع، وأحسن تطرئة لنشاطه2، وأملأ3 باستدرار إصغائه» 4 ويوافقه ما في الكشّاف5، وكفى بنا ذانك الشيخان قدوةً، وقد وقفت فيما سبق على أن ما ذكر في التلخيص لا يطّرد إلا باعتبار شرط من الخارج، وذلك خارج6 عن قانون الحدّ، وما ذكرنا سالم عن المحذور المذكور، وذلك لأن الاختلاف في الأسلوب أخصّ من الاختلاف في التعبير؛ فإنّ الثاني يتحقّق في نحو7 قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذِيْن آمَنُوا إذا قُمْتُمْ إلى الصَّلاة} 8 دون الأوّل؛ لأن حق الضمير العائد إلى الموصول أن يكون غائباً، فلا يتغيّر به الأسلوب وإن تغيّر9 التعبير حتى احتيج إلى اعتبار قيد زايد للاحتراز عن مثله.
وبما قررناه10 تبيّن أن الجمهور لا يرتضي تحديد11 الالتفات بما ذكر في التلخيص، وأن ما ذكر12 في شرحه من نسبته إليهم فرية ما فيها مرية.
ومما يظنّ أنّه من قبيل الالتفات وليس منه قوله تعالى: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ
__________
1 ساقطة من (م) .
2 في (د) نشاط.
3 في (م) وإملاءً.
4 المفتاح بشرح نعيم زرزور: 199.
5 انظر الكشاف 1/64.
6 وذلك خارج ساقط من (م) .
7 ساقطة من (م) .
8 آية (6) من سورة المائدة.
9 في (د) تغتر.
10 في (م) : قرّرنا.
11 في (د) تجديد.
12 ساقط من (م)

الصفحة 347