كتاب تلوين الخطاب لابن كمال باشا دراسة وتحقيق

كنتم الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} 1 كان الظاهر أن يقال: وجرين بكم.
ومن الشعر قوله2:
إنْ تَسْأَلوا الحقَّ نُعطِ3 الحقَّ سائِلَهُ والدِّرْعُ مُحْقَبَةٌ والسَّيْفُ مَقْرُوبُ4
التفت في (سائله) من الخطاب إلى الغيبة.
وخامسها: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب؛ ومثاله من التنزيل: {مالكِ يومِ الدِّيْن. إيَّاكَ نَعْبُدُ5} كان الظاهر أن يقول: إيّاه نعبد.
ومن الشعر:
طَرَقَ الخَياَلُ ولا كَلَيْلَةِ مُدْلجِ سَدِكاً6 بِأَرْحُلِنَا وَلَمْ يَتَعَرَّجِ
أنَّى اهْتَدَيْتِ7 وَكُنْتِ [غير] رجِيْلَةٍ8 والقومُ قَدْ9 قَطَعُوا متان10السَّجْسَجِ11
__________
1 الآية (22) من سورة يونس والآية من شواهد المصباح (34) والتلخيص (88) والإيضاح (1/158) .
2 ساقط من (م) . والبيت من الشواهد البلاغية، وهو لعبد الله بن عنمة كما ورد في المفتاح (200) والإيضاح (156، 159) .
3 في (م) : تعط.
4 محقبة: محمولة خلفنا في الركاب. وكل شيء شدّ في مؤخّر رحل أو قتب فقد احتُقِب. مقروب: موضوع في قرابه. وهو غمده.
5 آية (4-5) من سورة الفاتحة والآية من شواهد المفتاح: 201، والمصباح: 34، والإيضاح 1/158، والتلخيص (88) وشروحه: 1/469، 471.
6 في (م) : شدكا. والسَّدك: المولع بالشيء. لم يتعرّج: لم يُقِمْ.
7 في (د) أضاف هنا كلمة (لنا) .
8 في (م) : صله وفي (د) رحيلة. وما أثبتّه من ديوان الشاعر. والرجيلة: القوّية على المشي.
9 ساقط من (م) .
10في (د) : مثال. والمتان: جمع متن، وهو ما صلب من الأرض وارتفع. والسجسج: الأرض الواسعة.
11 في (د) : السجع وفي (م) بسميج، والبيتان للحارث بن حلزة اليشكري، الشاعر الجاهلي،
وهما في ديوانه جمع وتحقيق د. إميل بديع يعقوب ص 42. وهما من شواهد المفتاح: 200، والبيت الثاني فيه:
أنى اهتديت لنا وكنت رحيلة والقوم قد قطعوا متان السجيج
وورد أيضاً في المصباح: (33) والشطر الأول من البيت الثاني يوافق ما في المفتاح.

الصفحة 359