توزيع الالتفاتات1 على الأبيات الثلاثة2، وعلى ما ذكر لا يصح ذلك. اعلم أنه قد دار في ألسنة أرباب البلاغة أن [امرأ] 3 القيس التفت ثلاث مرات4 في [ثلاثة] 5 أبيات، واستغربوا ذلك غاية6 الاستغراب وزعموا أنه ثمرة الغراب7، وقد وقع في كلامه تعالى8 التفاتان في مقدار نصف مصراع البيت؛ وذلك أغرب، كما في قوله تعالى: {ثُمَّ رُدُّوْا إِلى اللهِ} 9 فإنَّ في {رُدُّوا} التفاتاً من الخطاب إلى الغيبة، وفي قوله: {إِلى اللهِ} 10 التفاتاً11 من التكلم إلى الغيبة؛ لأن سياقه قوله تعالى: {حَتَّى12 إذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُوْنَ} 13.
__________
1 في (د) : الالتفات.
2 قوله: على الأبيات الثلاثة ساقط من (م) .
3 في النسختين: امرئ القيس. وهو خطأ ظاهر
4 في (د) : مرّة.
5 في النسختين: ثلاث.
6 قوله: (غاية الاستغراب) ساقط من (م) .
7 في (د) : الغزاب.
والمراد بثمرة الغراب "أن الرجل إذا أصاب عند صاحبه أفضل ما يريد من الخير والخصب قالوا: وجد ثمرة الغراب، وذلك أن الغراب إنما يبتغي من الثمر أجوده وأنضجه لقرب تناوله عليه في رؤوس النخل" ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي 463.
8 من قوله (التفاتاً) إلى قوله: (تعالى) ساقط من (م) .
9 الآية 62 من سورة الأنعام.
10 في (م) إلى أنه.
11 ساقط من (م) .
12 ساقط من (م) .
13 الآية 61 من سورة الأنعام وسياق الآيتين - حتى يتضح الالتفات - هو {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ، ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} .