والفوائد العامّة لأنواع الالتفات هي: حسن التطرئة1 لأسلوب الكلام، تنشيطاً للسامع2، فإن الطبع قد يملّ من أسلوب معين، فإذا خرج عنه الكلام [تتجدّد] 3 له الرغبة إلى الإصغاء ولطف الإيقاظ للسامع4، وذلك أن الكلام إذا جرى على سنن واحدٍ ربّما يذهل5 لكونه جرياً على العادة المعهودة، فيفوته المقصود، وزيادة6 التقرير للمعنى في ذهن السامع، وذلك أن الكلام اللاحق إذا صرف عن أسلوب السابق تستغربه7 النّفس فتتنبه له، وتنبعث8 للنظر فيه وتدبّره9، فيشتد10 وقعه فيها، وقال الفاضل التفتازاني في شرحه
__________
1 في (د) النظرئة.
2 ذكر هذه الفائدة الزمخشري في الكشاف 1/64، وقد انتقده ابن الأثير فقال: «وليس الأمر كما ذكره، لأن الانتقال في الكلام من أسلوب إلى أسلوب إذا لم يكن إلا تطرية لنشاط السامع، وإيقاظاً للإصغاء إليه، فإن ذلك دليل على أن السامع يملّ من أسلوب واحد، فينتقل إلى غيره، ليجد نشاطاً للاستماع، وهذا قدح في الكلام، لا وصف له، لأنّه لو كان حسناً لما ملّ" ثم قال أيضاً: "والذي عندي في ذلك أن الانتقال من الخطاب إلى الغيبة أو من الغيبة إلى الخطاب لا يكون إلا لفائدة اقتضته، وتلك الفائدة أمر وراء الانتقال من أسلوب إلى أسلوب، غير أنها لا تُحدّ بحدّ، ولا تُضبط بضابط.." المثل السائر 2/169، وهذا توجيه جيد من ابن الأثير، وفهم لمواقع الانتقال التي تختلف فوائدها بحسب المقام، إذ لا يمكن: أن يكون هناك فائدة واحدة فقط هي التطرية والتنشيط، لو سلّمنا بها.
3 في النسختين: يتجدد. والسياق يقتضي ما أثبتّه.
4 في (م) من السامع.
5 في (د) يذمل.
6 في (د) ريادة.
7 في (د) : يستغربه وفي (م) يستقر به.
8 في (م) : وتتعب.
9 في (م) : فتدبره.
10 في (م) فيشتد به.