ولا يذهب عليك أن الفوائد المذكورة إنما تترتب على الالتفات إذا كان فيه انتقال عن أسلوب إلى آخر تحقيقاً لا تقديراً، وما قيل في توجيه قول صاحب المفتاح: بالتعميم للانتقال التقديري - مع تصريحه لعموم تلك الفوائد من1 الالتفات إذا ورد على السامع خلاف ما يترقبه من الأسلوب الظاهر، كان له مزيد نشاطٍ، ووفور رغبة في الإصغاء إلى الكلام2 - تعسُّف ظاهر. فإن المذكور في الفوائد: تطرية النشاط، لا تقويته، ولا شبهة في أن التطرئة لا [تتصور] 3 في ابتداء4 المخاطبة.
واعلم أن مدار تلك الفوائد على تلوين الخطاب مطلقاً، سواء كان المخاطب بالكلام في الحالين واحداً؛ فيوجد شرط الالتفات، أو لا يكون واحداً؛ فلا يكون من باب الالتفات، فحق من يريد ترتبها على الالتفات خاصّة، أن يذكر المخاطب بدل السامع، فصاحب المفتاح ومن حذا حذوه من الذين ذكروا السامع عند تقريرهم الفوائد المذكورة مرتبة على الالتفات المشروط5 بالشرط المزبور6 لم يكونوا على بصيرة7.
__________
1 في (د) : حسن. وفي (م) حس.
2 قال هذا السيد الشريف في حاشيته على المطوّل (134) حيث قال: "هذه الفائدة في النقل التحقيقي كما هو مذهب الجمهور في غاية الظهور، وكذا في النقل التقديري كما هو مذهب السكاكي توجد هذه الفائدة، فإنه إذا سمع خلاف ما يترقبه من الأسلوب كان له زيادة نشاط ووفور رغبة في الإصغاء إلى الكلام".
3 في النسختين: لا يتصور. والسياق يتطلّب ما أثبتّه.
4 في (م) : لا يتصور عند المخاطبة.
5 في (م) المشروطة.
6 في (د) المرلور. وفي (م) المزلور.
7 انظر المفتاح: 199، وممن حذا حذوه الخطيب القزويني انظر: الإيضاح: 160.