النفس بالكلية إليه1 لتناهي وضوحه، وتميّزه بسبب هذه الصفات، فخوطب تنبيهاً2 على أنّ من هذه صفاته، يجب أن يكون معلوم التحقق عند العبد متميزاً3 عن سائر الذوات، حاضراً في قلبه، بحيث يراه ويشاهده4 حال العبادة، وفيه تعظيم لأمر العبادة وإنها5 ينبغي أن تكون6 عن قلب حاضر، كأنه يشاهد ربّه ويراه، ولا يلتفت إلى ما سواه"7 إلى هنا كلامه8 وبعبارته.
ولا يذهب عليك أنه لم يصبْ في إطلاق المدبّر على الله تعالى، أمّا على أصل من قال: إن أسماء الله توقيفية9 فظاهر، وأمّا على10 أصل المخالف فيه، فلأنه شرط فيه أن لا يكون موهماً لما لا يليق بشأنه11 تعالى12، وفي المدبّر ذلك الإيهام، كما لا يخفى على ذوي الأفهام.
__________
1 في (د) : إلينا.
2 في (د) : تنبهاً.
3 في (م) : متخيراً.
4 في (د) : وشاهده.
5 في (د) : وإنّما.
6 في (دوم) يكون وما أثبته من المطوّل.
7 المطوّل: 135.
8 ساقط من (د) .
9 في (د) : توفيقية.
10 ساقط من (د) .
11 في (د) : لشأنه.
12 انظر الخلاف في ذلك في:
- شرح أسماء الله الحسنى للرازي: وهو الكتاب المسمّى لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات: 36 راجعه وقدم له وعلق عليه: طه عبد الرؤوف سعد. مكتبة الكليات الأزهرية - القاهرة 1396هـ.
فالمعتزلة والكرامية يرون أن اللفظ إذا دلّ العقل على أن المعنى ثابت في حق الله سبحانه
وتعالى جاز إطلاق ذلك اللفظ على الله تعالى سواء ورد التوقيف به أو لم يرد.
واختيار الشيخ الغزالي أن الأسماء موقوفة على الإذن، أما الصفات فغير موقوفة على الإذن. والأشاعرة يرون أنها توقيفية.
وقال ابن قيم الجوزية: "إن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي" بدائع الفوائد 1/183، مطبعة الفجالة الجديدة ط (2) 1392هـ وهذا هو رأي السلف الصالح فهم يتقيدون بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. انظر في ذلك مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم النجدي 5/26- 27، ط (1) 1398هـ دار العربية - بيروت.