كتاب دراسات في الباقيات الصالحات
الله - تعالى - على عباده حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل، والأجر العظيم، فما أيسرَ النطق بهاتين الكلمتين على اللسان، وما أعظم أجر ذلك وثوابه عند الكريم الرحمن، وقد وُصفت الكلمتان في الحديث بالخفّة والثقل، الخفّةِ على اللسان والثقلِ في الميزان، لبيان قلّة العمل وكثرة الثواب. فما أوسعَ فضلَ الله! وما أعظمَ عطاءَه!
ومن فضائل هذه الكلمة العظيمة، ما رواه الترمذي، وابن حبّان، والحاكم، وغيرهم، من طريق أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "مَن قال: سبحان الله العظيم وبحمده غُرست له نخلةٌ في الجنَّةِ" 1، وله شاهدان:
أحدهما: من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - موقوفاً، خرّجه ابن أبي شيبة في مصنَّفه2.
والآخر: من حديث معاذ بن سهل مرفوعاً، خرّجه الإمام أحمد في مسنده3.
ومن فضائل هذه الكلمة ما رواه الطبراني، والحاكم، من حديث نافع بن جُبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قال سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكرٍ كانت كالطّابع يطبع عليه، ومَن قالها في مجلس لغوٍ كانت كفَّارة له".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وصحّحه العلاّمة الألبانيُّ4.
__________
1 سنن الترمذي (رقم:3464) ، وصحيح ابن حبان (رقم:826،827) ، ومستدرك الحاكم (1/501) ، وصححه العلاّمة الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم:64) .
2 المصنف (6/56) .
3 المسند (3/440) .
4 المعجم الكبير (رقم:1586) ، والمستدرك (1/537) ، والسلسلة الصحيحة (رقم:81) .
الصفحة 49
516