كتاب القصيدة الوضاحية في مدح السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

36 - حَصِرَتْ صُدورُ الكافرين بوالدي ... وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغانِ (¬1)
37 - حُبُّ البَتولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ ... مِن مِلَّةِ الإِسلامِ فيه اثنانِ
38 - [أكرم بأربعةٍ أئمةِ شَرْعِنا ... فَهُمُ لِبيتِ الدينِ كالأركان] (¬2)
39 - نُسِجَتْ مَوَدَّتُهم سَدًى في لُحْمَةٍ ... فَبِناؤها مِنْ أثبَتِ البُنيانِ
40 - الله أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ ... لِيَغِيظَ كُلَّ مُنافِقٍ طعَّانِ
41 - رُحَماءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ ... وخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ
42 - فَدُخُولهم بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ ... وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمانِ
43 - جَمَعَ الإِلهُ المسلمين على أبي ... واستُبدلوا مِنْ خوْفهم بأَمان (¬3)
44 - وإذا أرادَ اللهُ نُصْرَة عَبْدِهِ ... مَنْ ذا يُطيقُ لَهُ على خُذْلانِ
45 - مَن حَبَّني فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ سَبَّني ... إنْ كانَ صانَ مَحَبَّتي ورعاني
46 - وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلظَّ بِمُبْغِضي ... فَكِلاهُما في البُغضِ مُسْتويانِ
47 - إِني لَطَيَّبَةٌ خُلِقْتُ لطيِّبٍ ... ونِساءُ أَحْمَدَ أطيبُ النِّسْوانِ
48 - إني لأَمُّ المؤمنينَ فَمَنْ أبى ... حُبِّي فَسَوْف يَبُوءُ بالخُسْرانِ
49 - الله حَبَّبَني لِقَلْبِ نَبيِّهِ ... وإلى الصراطِ المستقيمِ هداني
50 - واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أرادَ كَرامتي ... ويُهينُ رَبّي من أرادَ هواني
51 - واللهَ أَسْألُهُ زيادةَ فَضْلِهِ ... وحَمِدْتُهُ شكْرًا لِما أَوْلاني
¬__________
(¬1) هنا تقديم وتأخير في نسخة أكسفورد لبعض الأبيات.
(¬2) ساقط من نسخة المكتبة البريطانية.
(¬3) هذا خلاف قاعدة الباء في فعل استبدل حيث تدخل على المتروك، فكان ينبغي أن يقول: (استبدلوا بخوفهم أمانًا)، وهنا دخلت على المطلوب، وذلك لضرورة الشعر، (أفاده شيخنا الدكتور عبد الستار أبو غدّة). وكلمة (المسلمين) وردت في نسخة أكسفورد: (المؤمنين).

الصفحة 44