كتاب زيادات القطيعي على مسند الإمام أحمد دراسة وتخريجا

المبحث الرَّابِع: التَّعْرِيف بِزِيَادَات الروَاة.
الْمطلب الأول: مَعْنَاهَا:
الْمَقْصُود بالزيادات1 هُنَا: إِضَافَة رَاوِي الْكتاب فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ من مروياته أَو مرويات مُؤَلفه فِي كتاب آخر، مَعَ تَمْيِيزه لَهَا، وَتَكون من تلميذ مؤلف الْكتاب الرَّاوِي لَهُ، وَتَكون مِمَّن دونه2.
وَبَاب زيادات الروَاة مِمَّا يسْتَدرك على المصنفين فِي عُلُوم الحَدِيث، وَيَنْبَنِي على الْجَهْل بِهِ خلط كَبِير، وَله أَمْثِلَة مُتعَدِّدَة من صَنِيع رُوَاة المصادر الحديثية المسندة، وَهِي تخْتَلف عَن زيادات الروَاة لكتاب وَاحِد، بَعضهم على بعض، وَعَن فن زَوَائِد المصادر الحديثية بَعْضهَا على بعض 3.
__________
1 - معنى الزِّيَادَة فِي اللُّغَة وَاضح، انْظُر: تَهْذِيب اللُّغَة (2/481، مَادَّة: زيد) للجوهري، و (اللِّسَان 3/198، مَادَّة: زيد) لِابْنِ مَنْظُور.
2 - سَيَأْتِي –إِن شَاءَ الله – ذكر نماذج توضح هَذَا التَّعْرِيف
3 - قد ألف فِيهَا الْعلمَاء كتبا مَشْهُورَة كمجمع الزَّوَائِد ومنبع الْفَوَائِد للهيثمي – ت 807هـ -، وإتحاف الْخيرَة المهرة بزوائد المسانيد الْعشْرَة للبوصيري – ت 840هـ -، والمطالب الْعَالِيَة بزوائد المسانيد الثَّمَانِية لِابْنِ حجر – ت 852هـ - وَغَيرهَا، وَألف فِي أُصُوله الدكتور: خلدون الأحدب كتابا سَمَّاهُ: "علم زَوَائِد الحَدِيث" - وَهُوَ مطبوع فِي دَار الْقَلَم فِي دمشق، الطبعة الأولى 1413هـ - وَذكر فِيهِ تَعْرِيفه وثمرته والمصنفات فِيهِ.
الْمطلب الثَّانِي: أَنْوَاعهَا.
المتأمل فِي زيادات رُوَاة المصادر الحديثية يلحظ أَنَّهَا على أَنْوَاع، مِنْهَا:
النَّوْع الأول: مرويات لَهُم عَن شُيُوخ آخَرين غير مُؤَلَّفِي هَذِه المصادر، وتتبين عِنْد النّظر فِي طرف الْإِسْنَاد الْأَدْنَى، لمن كَانَ لَهُ معرفَة بطبقات الروَاة والشيوخ، وَهِي الْغَالِب فِي زياداتهم، وَمِنْهَا:

الصفحة 116