كتاب المداراة وأثرها في العلاقات العامة بين الناس

لتحقيق مآرِبهم، ومكاسِبهم غير المشْروعَة 1.
ومن هُنا يَبْرز دَور الوَسيط، ويُصْبح للوَسَاطة سُوقٌ رائِجَةٌ تعْمل على بَسْط النُّفوذِ من قِبَل فِئَةٍ مِن النَّاسِ على الفِئات الأُخرى. وتُرسِّخُ في أَذهان العَامَّة أَهميَّة الوَسَاطة باعتبارِها المحرك الأَقوى، ورُبما الأَسَاسي لكُلِّ مَسألة يُرادُ إِنْجازها.
والَّذِين أَوْكَل إليهم وَليُّ الأَمْر تَسْهيل أُمور النَّاس، وقضاءَ حَوائِجهم في إِطار المصْلَحة العامة، وخَصَّصَ لهم مِن الرِّزْق ما يَكْفي حاجتَهم، وحاجَة مَن يَعُولون، يجب عَليهم الإِخلاص في العَمل.
جَاء في الحديثِ: "مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ" 2.
والغُلول: الخِيانَة.
__________
1 جاء في ((معجم العلوم الاجتماعية)) عن المحسوبية أنها: محاباة الأقارب باعطائهم مناصب غير معدّين لها، أو بمنحهم ميزات مادية ومعنوية لا يستحقونها، وذلك لزيادة دخولهم أو هيبتهم أو سلطانهم داخل أجهزة الدولة المختلفة، وكلّ هذا على حساب الصالح العام. .
وفي المحسوبية، بوجه عام، قضاء على مبدأ تكافؤ الفرص، ومبدأ المساواة بين الأفراد في الحقوق والواجبات، ولها نتائج اجتماعية خطيرة، فهي تدفع الأفراد إلى أن يفقدوا الثقة في الجد والكفاية واتقان العمل، ما دام في وسع المرء أن يصل عن طريق آخر من قرابة أو مصاهرة ا.هـ. ص (523) .
2 أخرجه أبو داود في الإمارة، باب في أرزاق العمال عن بريدة، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/568) .

الصفحة 328