كتاب مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره

(1) قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى - فِي قَوْله تَعَالَى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} 1 -: "وَقَوله: "فِي شَيْء" نكرَة فِي سِيَاق الشَّرْط، فَهِيَ صِيغَة من صِيغ الْعُمُوم، فتنتظم كل تنَازع على الْعُمُوم، فالرد فِيهَا لَا يكون إِلَّا أَمر وَاحِد، فَلَا يسع أَن يكون أهل الْحق فرقا"2.
(2) وَقَالَ - رَحمَه الله تَعَالَى - فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} 3: "وَمَفْهُوم الشَّرْط أَن من لَا يَتَّقِي الله لَا يَجْعَل لَهُ مخرجا"4.
(3) وَقَالَ رَحمَه الله تَعَالَى: "وَقَالَ تَعَالَى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} 5وَمَفْهُومه من لم يطع الرَّسُول لم يطع الله"6.
(4) وَقَالَ رَحمَه الله تَعَالَى: " ... فَقَوْل الله تَعَالَى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} 7لما نزلت أَولا كَانَت مقررة لحكم أُصَلِّي منزل على منَاط أُصَلِّي من الْقُدْرَة وَإِمْكَان الِامْتِثَال - وَهُوَ السَّابِق - فَلم يتنزل حكم أولي الضَّرَر، وَلما اشْتبهَ ذُو الضَّرَر ظن أَن عُمُوم نفي الاسْتوَاء يَسْتَوِي فِيهِ ذُو الضَّرَر وَغَيره فخاف من ذَلِك وَسَأَلَ الرُّخْصَة، فَنزل {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} 8 ... "9.
__________
1 - سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 59.
2 - الِاعْتِصَام (2/755) .
3 - سُورَة الطَّلَاق، الْآيَة: 2.
4 - انْظُر الموافقات (1/532) .
5 - سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 80.
6 - الموافقات (2/430) .
7 - سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 95.
8 - سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 95.
9 - الموافقات (3/293) وَهَذَا الْمِثَال يصلح لما قلته سَابِقًا من أَن أَبَا إِسْحَاق يَجْعَل مَا يفهمهُ من الْقُرْآن مُسْتَندا لَهُ فِي بِنَاء بعض الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة. انْظُر الْمَسْأَلَة من أَولهَا فِي الموافقات (3/292 - 295) .

الصفحة 118