كتاب مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره

مستفيضا1؛ وَلذَلِك سَوف أقتصر فِي هَذَا المبحث على التَّعْلِيق على كَلَام أبي إِسْحَاق الشاطبي بِذكر كَلَام بعض الْعلمَاء، ثمَّ أذكر أَنْوَاع التَّرْجَمَة، وَبَيَان الْجَائِز مِنْهَا والممنوع.
1 - قَالَ الشَّيْخ مناع الْقطَّان رَحمَه الله تَعَالَى2 - بعد أَن نقل بعض كَلَام الإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي -: "وَمَعَ هَذَا فَإِن تَرْجَمَة الْمعَانِي الْأَصْلِيَّة لَا تَخْلُو من فَسَاد، فَإِن اللَّفْظ الْوَاحِد فِي الْقُرْآن قد يكون لَهُ مَعْنيانِ، أَو معانٍ تحتملها الْآيَة، فَيَضَع المترجم لفظا يدل على معنى وَاحِد، حَيْثُ لَا يجد لفظا يشاكل اللَّفْظ الْعَرَبِيّ فِي احْتِمَال تِلْكَ الْمعَانِي المتعددة. وَقد يسْتَعْمل الْقُرْآن اللَّفْظ فِي معنى مجازي فَيَأْتِي المترجم بِلَفْظ يرادف اللَّفْظ الْعَرَبِيّ فِي مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيّ؛ وَلِهَذَا وَنَحْوه وَقعت أخطاء كَثِيرَة فِيمَا ترْجم لمعاني الْقُرْآن. وَمَا ذهب إِلَيْهِ الشاطبي واعتبره حجّة فِي صِحَة التَّرْجَمَة على الْمَعْنى الْأَصْلِيّ لَيْسَ على إطلاقِه؛ فَإِن بعض الْعلمَاء يخص هَذَا بِمِقْدَار الضَّرُورَة فِي إبلاغ الدعْوَة بِالتَّوْحِيدِ وأركان الْعِبَادَات، وَلَا يتَعَرَّض لما سوى ذَلِك، وَيُؤمر من أَرَادَ الزِّيَادَة بتَعَلُّم
__________
1 - مِنْهُم مصطفى صبري فِي كِتَابه مَسْأَلَة تَرْجَمَة الْقُرْآن، وَمُحَمّد رشيد رضَا فِي رِسَالَة لَهُ باسم تَرْجَمَة الْقُرْآن وَمَا فِيهَا من الْمَفَاسِد ومنافاة الْإِسْلَام، وَمُحَمّد الشاطر فِي كِتَابه القَوْل السديد فِي حكم تَرْجَمَة الْقُرْآن الْمجِيد، والزرقاني فِي مناهل الْعرْفَان (2/3 - 69) ، ومناع الْقطَّان فِي كِتَابه مبَاحث فِي عُلُوم الْقُرْآن، ص (312 - 322) ، وَذكر الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد شَاكر أَن لوالده كتاب - افي هَذَا الْمَوْضُوع اسْمه ((القَوْل الْفَصْل فِي تَرْجَمَة الْقُرْآن الْكَرِيم إِلَى اللُّغَات الأعجمية)) . انْظُر الرسَالَة للْإِمَام الشَّافِعِي، ص (49) الْحَاشِيَة. وَانْظُر كتاب حدث الْأَحْدَاث فِي الْإِسْلَام فقد ذكر صَاحبه أحد عشر كتاب - افي هَذِه الْمَسْأَلَة، وَذَلِكَ فِي سنة 1355هـ -.
2 - مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر ربيع الثَّانِي من سنة 1420هـ - بعد عمر حافل بالعطاء لأمته، رَحمَه الله تَعَالَى، وكتبَه فِي الْعلمَاء العاملين.

الصفحة 69