كتاب مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره

النَّار، وَمن استقام إِلَى الطَّرِيق الْأَعْظَم انْتهى بِهِ إِلَى الْجنَّة، ثمَّ تَلا ابْن مَسْعُود: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ …} 1الْآيَة كلهَا"2.
(2) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق - رَحمَه الله تَعَالَى -: "وخرَّج هُوَ3وَغَيره عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فِي قَول الله: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} 4قَالَ: "مَا قدمت من عمل خير أَو شَرّ، وَمَا أخرت من سنة يَعمل بهَا من بعده""5.
(3) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق - نقلا عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ -: "كنت لَا أَدْرِي مَا {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض} 6حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّانِ يختصمان فِي بِئْر فَقَالَ أَحدهمَا: أَنا فطرتها، أَي ابْتَدَأتهَا"7.
__________
1 - سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: 153.
2 - الِاعْتِصَام (1/77) .
والأثر أخرجه عبد الرَّزَّاق الصَّنْعَانِيّ فِي تَفْسِير الْقُرْآن (2/223) عَن أبان بن أبي عَيَّاش أَن رجلا سَأَلَ ابْن مَسْعُود، والطبري فِي تَفْسِيره (12/230) من طَرِيق عبد الرَّزَّاق. فَهَذَا السندُ لَا يَصح عَن ابْن مَسْعُود؛ لِأَن فِيهِ رجلا مُبْهما؛ وَلِأَن أبان بن أبي عَيَّاش مَتْرُوك. انْظُر التَّقْرِيب رقم (142) .
3 - يَعْنِي عبد بن حميد.
4 - سُورَة الانفطار، الْآيَة: 5.
5 - الِاعْتِصَام (1/90) .
والأثر أوردهُ السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور (6/322) وَنسب إِخْرَاجه إِلَى عبد بن حميد. وَلم أَقف على إِسْنَاده فِيمَا بَين يَدي من المراجع. وَأخرج قَرِيبا مِنْهُ عبد الله بن الْمُبَارك فِي الزّهْد (2/850، 851) عَن عبد الله ابْن مَسْعُود. قَالَ مُحَقّق كتاب الزّهْد: مَوْقُوف بِسَنَد صَحِيح.
6 - سُورَة يُوسُف، الْآيَة: 101.
7 - الِاعْتِصَام (2/810) . والأثر أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم (10/3170) ، وَأوردهُ السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور (5/244) ، وَنسب إِخْرَاجه إِلَى أبي عبيد، وَعبد بن حميد، وَابْن الْمُنْذر، وَابْن أبي حَاتِم، وَالْبَيْهَقِيّ. قَالَ ابْن حجر: رَوَاهُ أَبُو عبيد فِي غَرِيب الحَدِيث، وَفِي فَضَائِل الْقُرْآن بِإِسْنَاد حسن لَيْسَ فِيهِ إلاّ إِبْرَاهِيم ابْن مهَاجر. انْظُر الْكَاف الشاف، ص (61) فِي أول سُورَة الْأَنْعَام.

الصفحة 92