كتاب مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره

(3) وَقَالَ أَيْضا: "وَعنهُ1 أَيْضا فِي قَول الله تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} 2قَالَ: "كتب الله صِيَام رَمَضَان على أهل الْإِسْلَام كَمَا كتبه على من كَانَ قبلهم، فَأَما الْيَهُود فرفضوه، وَأما النَّصَارَى فشق عَلَيْهِم الصَّوْم فزادوا فِيهِ عشرا، وأخروه إِلَى أخف مَا يكون عَلَيْهِم فِيهِ الصَّوْم من الْأَزْمِنَة""3.
(4) وَقَالَ رَحمَه الله تَعَالَى: "وَخرج ابْن وهب عَن زيد بن أسلم فِي قَوْله تَعَالَى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} 4فَهَذَا يَوْم أَخذ ميثاقهم، لم يَكُونُوا أمة وَاحِدَة غير ذَلِك الْيَوْم"5.
(5) وَقَالَ أَيْضا: "وَخرج ابْن وهب عَن عمر بن عبد الْعَزِيز أَنه قَالَ
فِي قَوْله: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} 6خلق أهل الرَّحْمَة ألاَّ يَخْتَلِفُوا"7.
__________
1 - عَن الْحسن الْبَصْرِيّ.
2 - سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 183.
3 - الِاعْتِصَام (1/112) . والأثر لم أَقف عَلَيْهِ بهذ النَّص مُسْندًا، وَلَكِن أخرج بعضه - بِالْمَعْنَى - ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره (1/305) ، وَأورد بعضه ابْن كثير فِي تَفْسِيره (1/214) ، وَكَذَلِكَ السُّيُوطِيّ فِي الدّرّ المنثور (1/177) كِلَاهُمَا عَن الْحسن. وَأورد الرَّازِيّ مَعْنَاهُ فِي تَفْسِيره (5/60) عَن الْحسن أَيْضا. وَسَنَد ابْن أبي حَاتِم فِيهِ عبّاد بن مَنْصُور، تكلم فِيهِ الْعلمَاء بِمَا يُفِيد أَنه لَا يحْتَج بِهِ. انْظُر تَهْذِيب التَّهْذِيب (5/103 - 105) .
4 - سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 213.
5 - الِاعْتِصَام (2/673) . والأثر أخرجه الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره (4/278) من طَرِيق ابْن وهب قَالَ: قَالَ ابْن زيد، فَذكره. وَإسْنَاد رجال هَذَا الْأَثر إِلَى زيد بن أسلم ثِقَات.
6 - سُورَة هود، الْآيَة: 119.
7 - الِاعْتِصَام (2/672) . والأثر أخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره (6/2095) من طَرِيق ابْن وهب عَن عمر بن عبد الْعَزِيز بِإِسْنَاد لم يتبيّن لي حَاله، وَأخرج مَعْنَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِير الْقُرْآن (2/316) عَن ابْن عَبَّاس. وَذكر هَذَا الْمَعْنى ابْن كثير فِي تَفْسِيره (2/466) عَن طَاوس فِيمَا قَالَ ابْن وهب.

الصفحة 95