كتاب المنصوب على نزع الخافض في القرآن

لواحد بنفسه فعلى هذه القراءة يكون الفعل قد استوفى معموله في ياء المتكلم، وكلمة (زُبَرَ) على هذه القراءة منصوبةٌ على نزع الخافض والتقدير: ايتوني بزبر الحديد.
وقرأ الباقون: (آتوني) من الإيتاء وهو الإعطاء، والفعل حينئذ يتعدى إلى مفعولين الأول ياء المتكلم، والثاني (زبر) وعليها فلا شاهد في الآية 1.
وقال تعالى: {وَقالَ الّذينَ كَفَروا إنْ هَذا إلاَّ إفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرونَ فَقَدْ جاءوا ظُلْماً وَّزُورا} 2.
الفعل: (جاء) سمع متعدياً بنفسه كقوله تعالى: {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَّقينٍ} 3، وقوله تعالى: {وَجاءَ السَحَرَةُ فِرْعَوْنَ} 4، وسمع لازماً كقوله تعالى: {جاءَ بِكُمْ مِنَ البَدْوِ} 5وكقوله تعالى: {مَنِ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِهَا} 6،قال صاحب التاج: "ويرد في كلامهم لازماً ومتعدياً"7.
__________
1 ينظر: التبيان: 861، والفريد: 3/ 371، والبحر: 7/227، والدر: 7/547، والفتوحات الإلهية: 3/47.
2 الفرقان: 4.
3 النمل: 22.
4 الأعراف: 113.
5 يوسف: 100.
6 الأنعام 160.
7 جيأ: 1/130.

الصفحة 310