كتاب المدبج ورواية الأقران

وسلَّم: "أنْزلوا النَّاسَ منازلهم" 1، ومِن الفائدة أيضاً: أن لايتوهم كون المَرْويّ عنه أكبر وأفضل مِنَ الرَّاوي، لكونه الأغلب2، والأصلُ فيه رواية النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في خطبته حديث الجَسَّاسة عن تَميمٍ الدَّاريِّ3.
وهو أقسام:
أحدُها: أن يكون الرَّاوي أكبر سِنّاً، وأقَدَمَ طبقةً مِنَ المَرْوِيِّ عنه، كرِوايةِ كُلٍّ مِنَ الزُّهريِّ، ويحيى بن سعيد الأنصاريِّ عن تلميذهما الإمام الجليل مالك بن أنسٍ في خلقٍ غيرهما مِمَّن روى عن مالك مِن شيوخه، بحيث أفردهم الرَّشيدُ العَطَّارُ في مُصَنَّف سَمَّاه: (الإعلامُ بِمَن حَدَّثَ عَن مالكِ بن أنسٍ مِن مشايخهِ السَّادة الأعلام) 4.
الثاني: أن يكون الرَّاوي أكبر قَدْراً – لا سِناًًّ - مِنَ المَرْويِّ عنهُ، أي أكبر وأعلم، كرواية مالك، وابن أبي ذِئبٍ عن شيخهما عبد الله بن دينار وأشباهه..5.
__________
1 فتح المغيث: 3/157. وانظر: علوم الحديث لابن الصلاح: 276، صحيح مسلم بشرح النووي: 1/55، وتدريب الرَّاوي: 2/244.
2 انظر: علوم الحديث لابن الصلاح: 276، اختصار علوم الحديث لابن كثير: 196، فتح المغيث: 3/157، تدريب الراوي: 2/244.
3 انظر: معرفة علوم الحديث: 48، حديث تميم الداري في شرح مسلم للنووي: 18/81 كتاب الفتن، باب قصة الجَسَّاسة، فتح المغيث: 3/157، تدريب الراوي: 2/244.
4 انظر: معرفة علوم الحديث: 48، فتح المغيث: 3/157-158، تدريب الراوي: 2/244.
5 انظر: معرفة علوم الحديث: 49، فتح المغيث: 3/158، تدريب الراوي: 2/245.

الصفحة 33