كتاب المدبج ورواية الأقران

الثالث: أن يكونَ الرَّاوي أكبر في السِّنِّ، والقَدْرِ مِنَ المَرْويِّ عَنْهُ، كرِوَاية كثيرٍ مِن العُلماءِ عن تَلامِذتِهِم، مثل رِواية عبد الغني بن سعيد الأزْدي المتوفَّى سنة (409هـ) ، عن الخطيبِ البغداديّ، المتوفَّى سنة (463هـ) 1، ورواية أحمد بن محمد بن غالب البَرْقَانيّ (ت425هـ) ، عن الخطيب البغداديّ.
ولقد صَنَّفَ الإمامُ أبو يعقوبَ إسحاقُ بنُ إبراهيم البغداديّ الورَّاق (ت403?) كتاب (مارواه الكبار عن الصِّغار، والآباء عن الأبناء) 2.
__________
1 انظر: فتح المغيث: 3/158، تدريب الراوي: 2/245.
2 الرسالة المستطرفة: 163.
معرفة رواية الأباء عن الأبناء
...
4- رواية الآباء عن الأبناء: وهو أن يوجد في سَنَدِ الحديثِ أبٌ يروي الحديث عن ابنه.
وأهمية معرفة هذا النَّوع: ضبطه الأمن مِن ظنّ التَّحريف النَّاشئ عن كَون الابن أباً. أو أن يُظنّ أنَّ في السَّنَدِ انقلاباً أو خطأً3.
وللخطيب فيه كتاب (رواية الآباء عن الأبناء) ، ومثاله: مارواهُ العباس، عن ابنه الفضل رضي اللَّهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلَّم جمع بينَ الصَّلاتين في المُزْدَلِفَة"4.
وقد يجتمع في الإسناد مجموعة من الأنواعِ مثاله: مارويَ عن: مُعْتَمِر بن سليمانَ التَّيْمِيِّ، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثتني أنتَ عَنِّي، عن أيوبَ، عن الحسنِ، قال: ويح كلمة رحمة.
__________
3 انظر: فتح المغيث: 3/170.
4 علوم الحديث لابن الصلاح: 281، فتح المغيث: 3/171.

الصفحة 34