كتاب طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى

المبحث الثَّانِي: التَّعْرِيف بأشهر المسانيد تَفْصِيلًا:
الْمطلب الأول: مُسْند الإِمَام الْحميدِي:
...
المبحث الثَّانِي: التَّعْرِيف1 بأشهر المسانيد تَفْصِيلًا:
الْمطلب الأول: مُسْند الإِمَام الحُميدي.
التَّعْرِيف بِالْإِمَامِ الحُميدي:
هُوَ: أَبُو بكر: عبد الله بن الزبير بن عِيسَى، واشتهر بالحميدي.
روى عَن: سُفْيَان بن عُيينة - ت 198 هـ -، وَقد أَكثر عَنهُ الحُميدي حَتَّى ذكر الإِمَام مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي - ت 204هـ - أَن الحُميدي يحفظ لِسُفْيَان: عشرَة آلَاف حَدِيث، وروى أَيْضا عَن الإِمَام الشَّافِعِي نَفسه وَعَن شَيْخه: وَكِيع بن الْجراح - ت 197هـ -، وَغَيرهم.
وروى عَنهُ: الإِمَام أَبُو عبد الله: مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ - ت 256هـ -، وَالْإِمَام أَبُو زرْعَة: عبيد الله بن عبد الْكَرِيم الرَّازِيّ - ت 264هـ -، وَالْإِمَام أَبُو حَاتِم: مُحَمَّد بن إِدْرِيس الرَّازِيّ - ت 277هـ -، وَغَيرهم.
وَهُوَ: إِمَام فَقِيه، وثقة حَافظ فِي الحَدِيث، قَالَ الإِمَام أَحْمد - ت 241هـ -: "الحُميدي عندنَا إِمَام"2، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: "أثبت النَّاس فِي ابْن عُيينة: الْحميدِي، وَهُوَ رَئِيس أَصْحَاب ابْن عُيينة، وَهُوَ ثِقَة إِمَام"3، وَقد أخرج لَهُ البُخَارِيّ، وَأَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وافتتح الإِمَام البُخَارِيّ بروايته أول حَدِيث فِي الْجَامِع الصَّحِيح، فروى عَنهُ حَدِيث: " الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ "، وَيَقُول مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الذَّهَبِيّ - ت748هـ -: "هَذَا أول شَيْء افْتتح بِهِ البُخَارِيّ صَحِيحه فصيره كالخطبة لَهُ، وَعدل عَن رِوَايَته افتتاحاً بِحَدِيث مَالك الإِمَام إِلَى هَذَا الْإِسْنَاد؛ لجلالة الحُميدي وتقدمه؛ وَلِأَن إِسْنَاده هَذَا عزيزُ الْمثل جدا لَيْسَ بِهِ عنعنة أبدا، بل كل وَاحِد مِنْهُم صرح بِالسَّمَاعِ لَهُ"4، وَتُوفِّي الحُميدي سنة: 219هـ.
__________
1 - اقتصرت فِي التَّعْرِيف بهَا على مَاله صلَة بطرق التَّخْرِيج.
2 - تَهْذِيب الْكَمَال 14/513.
3 - الْجرْح وَالتَّعْدِيل 5/57.
4 - سير أَعْلَام النبلاء 10/620

الصفحة 106