كتاب طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى

أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ أَنه ثَبت فِي المحنة، وبذل نَفسه لله عز وَجل ... وَجعله علما يقْتَدى بِهِ"1، وَقَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ: "كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يحفظ ألف ألف - صَحَّ - حَدِيث فَقيل مَا يدْريك؟ قَالَ: ذاكرته فَأخذت عَلَيْهِ الْأَبْوَاب"2، وعقب على ذَلِك الذَّهَبِيّ فَقَالَ: "هَذِه حِكَايَة صَحِيحَة فِي سَعَة علم أبي عبد الله، وَكَانُوا يَعُدُّون فِي ذَلِك المكرر، والأثر، وفتوى التَّابِعِيّ، وَمَا فُسِّرَ، وَنَحْو ذَلِك، وَإِلَّا فالمتون المرفوعة القوية لَا تبلغ عشر معشار ذَلِك"3، وَقَالَ أَبُو زرْعَة أَيْضا: "كَانَ أَحْمد صَاحب حفظ، وَصَاحب فقه، وَصَاحب معرفَة، مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل أَحْمد فِي الْعلم والزهد وَالْفِقْه والمعرفة وكل خير"4، وَقَالَ الشَّافِعِي: "خرجت من بَغْدَاد، فَمَا خَلَّفْتُ بهَا رجلا أفضل وَلَا أعلم وَلَا أفقه وَلَا أتقى من أَحْمد بن حَنْبَل"5، وَتُوفِّي سنة: 241هـ.
التَّعْرِيف بِمُسْنَدِهِ:
أَولا: اسْم الْكتاب: الْمسند.
ثَانِيًا: مَوْضُوعه: مرويات الإِمَام أَحْمد مرتبَة على مسانيد الصَّحَابَة.
ثَالِثا: مرتبته بَين المسانيد:
يعد مُسْند الإِمَام أَحْمد من أَعلَى المسانيد المنتقاة، قَالَ الذَّهَبِيّ: "إِنَّه محتوٍ على أَكثر الحَدِيث النَّبَوِيّ، وقّلَّ أَن يثبت حَدِيث إِلَّا وَهُوَ فِيهِ ... وقَلَّ أَن تَجِد فِيهِ خَبرا سَاقِطا"6، وَلَا يلْزم من انتقائه صِحَة جَمِيع مروياته، بل فِيهِ الضَّعِيف وَقَلِيل من الْمَوْضُوع، يَقُول الْحَافِظ إِسْمَاعِيل بن عمر بن كثير الدِّمَشْقِي - ت
__________
1 - الثِّقَات 8/18.
2 - الْجرْح وَالتَّعْدِيل 1/296.
3 - سير أَعْلَام النبلاء 11/187.
4 - الْجرْح وَالتَّعْدِيل 1/296.
5 - كَمَا فِي تَارِيخ بَغْدَاد 4/419.
6 - كَمَا فِي المصعد الأحمد لِابْنِ الْجَزرِي 34.

الصفحة 114