كتاب كتاب السير من التهذيب
وَيجوز أَن يَأْذَن لمن اشْتَدَّ من الصّبيان لِأَن فيهم1 مَعُونَة. وَلَا يَأْذَن لمَجْنُون؛ لِأَنَّهُ يعرضه للهلاك من غير مَنْفَعَة، ويتعاهد الْخَيل عِنْد الْخُرُوج حَتَّى لَا يخرج إِلَّا فرسا قَوِيا صَالحا لِلْقِتَالِ2.
وَيَأْخُذ الْبيعَة على الْجَيْش أَن لَا يَفروا 3.
لما رُوِيَ عَن جَابر4 قَالَ: "كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة ألفا وَأَرْبَعمِائَة فَبَايَعْنَاهُ تَحت الشَّجَرَة على أَن لَا نفر" 5.
وَيَنْبَغِي أَن يبْعَث الطَّلَائِع 6 وَمن يتجسس 7 8 أَخْبَار الْكفَّار.
لما رُوِيَ عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله يَوْم الخَنْدَق 9 " من يأتيني
__________
1 - فِي أ: (مَعَهم) .
2 - قَالَ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ: "وَيجوز أَن يَأْذَن لمن اشْتَدَّ من الصّبيان؛ لِأَن فيهم معاونة وَلَا يَأْذَن لمَجْنُون لِأَنَّهُ يعرضه للهلاك من غير مَنْفَعَة. وَيَنْبَغِي أَن يتَعَاهَد الْخَيل فَلَا يدْخل حطباً وَهُوَ: الكسير، وَلَا فحماً وَهُوَ: الْكَبِير، وَلَا ضرعاً وَهُوَ: الصَّغِير، وَلَا أعجف وَهُوَ: الهزيل؛ لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ سَببا للهزيمة؛ وَلِأَنَّهُ يزاحم بِهِ الْغَانِمين فِي سهمهم". انْظُر: التَّنْبِيه 2/231.
3 - فِي د: (أَلا يَفروا) .
4 - جَابر بن عبد الله بن عَمْرو بن حرَام الخزرجي، صَحَابِيّ جليل، من أهل بيعَة الرضْوَان، كَانَ من المكثرين فِي الرِّوَايَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، روى عَنهُ جمَاعَة من الصَّحَابَة، توفّي بِالْمَدِينَةِ سنة 87هـ. انْظُر: الِاسْتِيعَاب 1/222، الْإِصَابَة 1/214، الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة 9/22، تَهْذِيب ابْن عَسَاكِر 3/389، النُّجُوم الزاهرة 1/198.
5 - انْظُر: صَحِيح مُسلم - كتاب الْإِمَارَة - بَاب اسْتِحْبَاب مبايعة إِمَام الْجَيْش عِنْد إِرَادَة الْقِتَال 3/1483.
6 - الطَّلَائِع: جمع طَلِيعَة وَهُوَ من يبْعَث أَمَام الْجَيْش ليطلع طلع الْعَدو، أَي: ينظر إِلَيْهِم.
انْظُر: النّظم المستعذب 2/231.
7 - فِي د: (يحسس) .
8 - التَّجَسُّس بِالْجِيم: طلب الْأَخْبَار والبحث عَنْهَا، وَكَذَلِكَ تحسس الْخَبَر بِالْحَاء وَفرق قوم بَينهمَا. انْظُر: النّظم المستعذب 2/231.
9 - كَانَت غَزْوَة الخَنْدَق فِي شَوَّال سنة خمس، وَهِي غَزْوَة الْأَحْزَاب. انْظُر: تَتِمَّة الْمُخْتَصر 1/185.
الصفحة 282