كتاب كتاب السير من التهذيب
فِي إرهاب الْعَدو.
رُوِيَ1 عَن ابْن عَبَّاس فِي قصَّة الْفَتْح قَالَ: أسلم أَبُو سُفْيَان 2. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للْعَبَّاس3: "احْبِسْ أَبَا سُفْيَان على الْوَادي حَتَّى تمر بِهِ4 جنود الله" فحبسه وَمَرَّتْ 5 الْقَبَائِل على راياتها حَتَّى مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الكتيبة الخضراء 6 فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار لَا ترى مِنْهُم إِلَّا الحدق من الْحَدِيد 7.
وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح فَجعل خَالِد بن
__________
1 - فِي د، ظ: (وَرُوِيَ) .
2 - صَخْر بن حَرْب بن أُميَّة، رَأس قُرَيْش وَقَائِدهمْ يَوْم أحد وَيَوْم الخَنْدَق من دهاة الْعَرَب، وَمن أهل الرَّأْي والشرف فيهم، أسلم يَوْم الْفَتْح، وَمَات بِالْمَدِينَةِ سنة 31هـ، وَقيل 32هـ وَقيل غير ذَلِك. انْظُر: تَهْذِيب ابْن عَسَاكِر 6/390، التَّارِيخ الْكَبِير 4/310، الْجرْح وَالتَّعْدِيل 4/426، شذرات الذَّهَب 1/30، الْمعرفَة والتاريخ 3/167.
3 - الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب عَم رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو الْفضل، كَانَ رَئِيسا فِي الْجَاهِلِيَّة وَإِلَيْهِ السِّقَايَة، وَكَانَ مهيباً عَاقِلا اخْتلف فِي وَقت إِسْلَامه، قيل: إِنَّه أسلم قبل بدر، وَقيل: أسلم قبل وقْعَة خَيْبَر، ولد قبل عَام الْفِيل بِثَلَاث سِنِين وَتُوفِّي سنة 32هـ. انْظُر: التَّبْيِين فِي أَنْسَاب القرشيين 124، التَّارِيخ الْكَبِير 7/2، تَارِيخ ابْن معِين 2/294، تَارِيخ الثِّقَات 248، الْجرْح وَالتَّعْدِيل 6/210، سير أَعْلَام النبلاء 2/78.
4 - فِي ظ: (حَتَّى مر) .
5 - فِي ظ: (فمرت) .
6 - الكتيبة: قِطْعَة من الْجَيْش من أربعمائه إِلَى ألف. واشتقاقها من الكَتْب وَهُوَ الْجمع والانضمام سميت خضراء، لما يرى عَلَيْهَا من لون الْحَدِيد والخضرة. انْظُر: النّظم المستعذب 2/232.
7 - رَوَاهُ البُخَارِيّ. انْظُر: صَحِيح البُخَارِيّ - بَاب أَيْن ركز النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرَّايَة يَوْم الْفَتْح 5/186.
الصفحة 287