كتاب كتاب السير من التهذيب

الْوَلِيد1 على المجنبة الْيُمْنَى، وَجعل الزبير على المجنبة الْيُسْرَى، وَجعل أَبَا عبيده2 على البياذقة3 وبطن الْوَادي4 5.
وَإِذا كَانَ الْعَدو مِمَّن لم تبلغهم الدعْوَة لم يجز قِتَالهمْ حَتَّى يَدعُوهُم إِلَى الْإِسْلَام لِأَنَّهُ لَا يلْزمهُم الْإِسْلَام قبل بُلُوغ الْخَبَر إِلَيْهِم. قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِبِين حَتَّى نَبْعثَ رَسُولاً} 6.
وَإِن بلغتهم الدعْوَة فالمستحب7 أَن يعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام 8. لما رُوِيَ عَن سهل بن سعد 9 أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم خَيْبَر10
__________
1 - خَالِد بن الْوَلِيد، سيف الله تَعَالَى، هَاجر مُسلما سنة ثَمَان، شهد غَزْوَة مُؤْتَة، وَشهد حروب الشَّام، عَاشَ سِتِّينَ سنة، وَتُوفِّي بحمص سنة إِحْدَى وَعشْرين. انْظُر: تَارِيخ ابْن عَسَاكِر 5/95، تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات 1/172، الْجرْح وَالتَّعْدِيل 3/356، سير أَعْلَام النبلاء 1/366، العقد الثمين 4/289.
2 - عَامر بن عبد الله بن الْجراح، أحد السَّابِقين الْأَوَّلين، شهد لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجنَّةِ، وَسَماهُ أَمِين الْأمة، توفّي سنة 18 هـ. انْظُر: تَارِيخ الطَّبَرِيّ 3/202، جَامع الْأُصُول 9/20، صفة الصفوة 1/235، العقد الثمين 5/84، كنز الْعمَّال 13/214.
3 - فِي ط: (السافلة) والبياذقة: الرجاله، واللفظة فارسية معربة، سموا بذلك لخفة حركتهم وَأَنَّهُمْ لَيْسَ مَعَهم مَا ينقلهم. انْظُر: ب ذ ق - لِسَان الْعَرَب 10/14.
4 - فِي د: (فَجعل خَالِد بن الْوَلِيد على المجنبة الْيُسْرَى، وَجعل أَبَا عبيده على السافلة وبطن الْوَادي) .
5 - انْظُر: صَحِيح مُسلم - كتاب الْجِهَاد وَالسير - بَاب فتح مَكَّة 3/1407.
6 - سُورَة الْإِسْرَاء آيَة (15) .
7 - فِي أ: (وَالْمُسْتَحب) .
8 - انْظُر: الْبَيَان 8/ل6ب، الْمُهَذّب 2/232، رَوْضَة الطالبين 10/239.
9 - سهل بن سعد بن مَالك بن خَالِد بن ثَعْلَبَة أَبُو الْعَبَّاس الخزرجي الْأنْصَارِيّ كَانَ أَبوهُ من الصَّحَابَة الَّذين توفوا فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما فآخر من مَاتَ من الصَّحَابَة، فِي الْمَدِينَة توفّي سنة 91 هـ، وَقيل 88هـ. انْظُر: الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة 9/83، تَهْذِيب التَّهْذِيب 4/252، الْجرْح وَالتَّعْدِيل 4/198، الْجمع بَين رجال الصَّحِيحَيْنِ 1/186، سير أَعْلَام النبلاء 3/422، الْمعرفَة والتاريخ 1/338.
10 - كَانَت فِي السّنة السَّابِعَة لِلْهِجْرَةِ. انْظُر: تَتِمَّة الْمُخْتَصر 1/193.

الصفحة 288