كتاب كتاب السير من التهذيب
بَاب: السوَاد:
...
بَاب فتح السوَاد1
سَواد الْعرَاق فتحت2 فِي زمن عمر عنْوَة 3، وَصَارَت أراضيها 4 للغانمين فاستطاب عمر رضى الله عَنهُ أنفسهم بِمَال عوضهم عَنْهَا5، وَضرب عَلَيْهَا6 خراجاً مَعْلُوما وَلَوْلَا أَن الْغَانِمين ملكوها لم يكن عمر رَضِي الله عَنهُ7 يعوضهم عَنْهَا.
وَعند أبي حنيفَة: يتَخَيَّر الإِمَام فِي الْعقار المغنوم8 بَين أَن يقفها 9 كَمَا فعل عمر بسواد الْعرَاق، وَبَين أَن يتْرك إِلَى الْكفَّار كَمَا فعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعقار10 مَكَّة، وَبَين أَن يقسمها بَين الْغَانِمين كالمنقول11.
__________
1 - السوَاد، جمَاعَة النّخل وَالشَّجر لخضرته واسوداده، وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك لِأَن الخضرة تقَارب السوَاد وَقَالَ الْمَاوَرْدِيّ: "وَفِي تَسْمِيَته سواداً ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: لكثرته مَأْخُوذ من سَواد الْقَوْم إِذا كَثُرُوا وَهَذَا قَول الْأَصْمَعِي. وَالثَّانِي: لسواده بالزروع وَالْأَشْجَار لِأَن الخضرة ترى من الْبعد سواداً ثمَّ تظهر الخضرة بالدنو مِنْهَا فَقَالَ الْمُسلمُونَ حِين أَقبلُوا من بَيَاض الفلاة مَا هَذَا السوَاد فَسَموهُ سواداً. وَالثَّالِث: لِأَن الْعَرَب تجمع بَين الخضرة والسواد فِي الِاسْم".
انْظُر: - سود - لِسَان الْعَرَب 3/225، كتاب السّير من الْحَاوِي 1155.
2 - فِي أ: (فتح) .
3 - هَذَا هُوَ الصَّحِيح، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فتحت صلحا. انْظُر: رَوْضَة الطالبين 10/275، مَنَاقِب أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب لِابْنِ الْجَوْزِيّ 92.
4 - (أراضيها) سَاقِطَة من د.
5 - (عَنْهَا) سَاقِطَة من د.
6 - فِي د: (عَلَيْهِم) .
7 - (رضى الله عَنْهُم) سَاقِطَة من أ.
8 - فِي أ: (المغنومة) .
9 - فِي د: (يقفه) .
10 - فِي د: (بكفار) .
11 - انْظُر: الْهِدَايَة 2/141، حَاشِيَة ابْن عابدين 4/138.
الصفحة 342