كتاب المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى

ثانياً: إني لم أقف على من أفرد هذا البحث بهذا الاسم - على حد علمي القاصر.
ومن هنا فإن الحاجة ماسة إلى بيان المنهج الصحيح القائم على كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح - رضوان الله تعالى عليهم - لذا فقد رغبتُ في الكتابة في هذا الموضوع للمشاركة في توضيح الحق، وبيانه للناس، لا ن هذا هو المنهج الذي يجب اتباعه دون ماسواه من المناهج المخالفة.
قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 1.
وقال سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} 2.
وقال رسول الهدىصلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ماتمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي"3.
ويقول الإمام مالك بن أنس - رحمه الله -! "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"4.
__________
1 سورة الأنعام، الآية 153.
2 سورة آل عمران، الآية 103.
3 حديث حسن. أخرجه مالك في الموطأ، 2/899، كتاب القدر، باب النهي عن القول بالقدر، رقم3، والحاكم في المستدرك، (1/93) ، والبيهقي في السنن (10/11) ، وانظر تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على مشكاة المصابيح للإمام التبريزي، 1/66، رقم 186، وانظر الأربعين حديثاً في الدعوة والدعاة، لعلي بن حسن الحلبي الأثري، الحديث رقم 7، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
4 انظر الشفاء للقاضي عياض، (2/676) ، دار الكتاب العربي تحقيق البجاوي، وموارد الأمان، 265.

الصفحة 129