كتاب تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية
أقول: ولا ريب إنما سميت الصلاة والذكر كذلك لكونهما يتضمّنان تنزيهاً لله وتعظيماً له من كل سوء ونقيصة.
- ومنها يُقال: السُبُحات ويراد بها مواضع السجود. ويقال أيضاً: سُبُحات وجه الله أي أنواره وجلاله وعظمته. وسُبحة الله: جلاله. والسُبْحة: خرزات للتسبيح تعدّ1.
واستناداً إلى ما سبق ذكره من أصل كلمة التسبيح في اللغة واستعمالاتها اللغوية والشرعية يمكن أن يُعرَّف التسبيح لله تعالى بأنّه: قول أو مجموع قول مع عمل يدلّ على تعظيم الله تعالى وتنزيهه وبراءته من كل سوء ونقيصة وممّا لا ينبغي أن يوصف به فيما لا يليق بجلاله وكماله2.والله أعلم.
- وممّا يجدر الإشارة إليه أنّ هذا اللفظ (التسبيح) بمعناه الشرعي لا يصلح إلا لله تعالى ولا يصحّ إطلاقه على غيره؛ إذ إنّ من صفاته عزّ وجلّ"سُبُّوحٌ قُدُّوس" كما جاءت به السنة المطهرة3.
__________
1 انظر: لسان العرب لابن منظور ج2 ص473؛ترتيب القاموس المحيط للطاهر الزاوي ج2 ص507.
2 انظر: تفسير البغوي ج3 ص92؛التفسير الكبير للفخر الرازي ج20 ص146؛ تفسير القرطبي ج10 ص204؛فتح القدير للشوكاني ج3 ص211؛أضواء البيان للشنقيطي ج3 ص397؛ التحرير والتنوير لابن عاشورج15 ص9_10.
3 انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج10 ص204. وقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده «سُبُوح قُدُوس ربُّ الملائكة والرُّوح» وقال النووي في شرحه له: معنى (سبوح) المبرأ من النقائص والشريك وكل ما لايليق بالإلهية. (كتاب الصلاة: باب ما يقال في الركوع والسجود، حديث 195ج3 ص124) صحيح مسلم بشرح النووي.
الصفحة 17
490