كتاب مسائل (إذن)
عَلَيْهَا بالنُّون كَمَا نُقل عَنهُ، فَلَا يَنْبَغِي أَن يَكْتُبهَا بِالْألف" 1.
قَالَ المالقيّ: "وعلّةُ من كتبهَا بِالْألف فِي الْحَالَتَيْنِ – أَي من الْوَصْل وَالْوَقْف – شَبَهُها بالأسماء المنقوصة، لكَونهَا على ثَلَاثَة أحرف بهَا، فَصَارَت كالتنوين فِي مثل "دَماً ويداً" فِي حَال النصب" 2.
الثَّانِي: ذهب المازنيّ والمبرد وَأكْثر النَّحْوِيين إِلَى أنّها تكْتب بالنُّون، وَقد رُوي عَن الْمبرد أنّه قَالَ: "أشتهي أنْ أكويَ يدَ مَنْ يكْتب "إِذَنْ" بِالْألف، إنّها مِثْلُ "لَنْ وأَنْ"، وَلَا يدْخل التَّنْوِين فِي الْحُرُوف" 3.
قَالَ المالقيّ: "فعلّةُ من كتبهَا بالنُّون فِي الْحَالَتَيْنِ - من الْوَصْل وَالْوَقْف - أنّها حرف، ونونها أصليّة، فَهِيَ كـ"أنْ، وعَنْ، ولَنْ" "4.
الثَّالِث: ذهب الْفراء إِلَى التَّفْصِيل، وَهُوَ أنّها إِنْ كَانَت مُلغاةً كُتبت بِالْألف؛ لأنّها قد ضَعُفت، وَإِن كَانَت عاملةً كُتبت بالنُّون؛ لأنّها قد قويت.
وَقد نَسب لَهُ رضيّ الدّين وَابْن هِشَام الأنصاريّ عكس ماذُكر5.
قَالَ المالقيّ: "وعلّةُ من فرّق بَين كَونهَا عاملةً فتُكتب بالنُّون تَشْبِيها بـ"عَنْ" و"أَنْ"، وَكَونهَا غيرَ عاملة فتُكتب بِالْألف تَشْبِيها بالأسماء الْمَذْكُورَة كـ"دَماً" و"يدا" "6. ورجَّح ابْن عُصْفُور كتَابَتهَا بالنُّون، فَقَالَ: "وَالصَّحِيح أنّها
__________
1 - الجنى الداني 366.
2 - رصف المباني 156.
3 - ينظر الْجَامِع لأحكام الْقُرْآن 5/162، والجنى الداني 366.
4 - رصف المباني 155.
5 - ينظر تَفْصِيل الرأيين فِي شرح الْجمل لِابْنِ عُصْفُور 2/170، وَشرح الكافية 2/238، ورصف المباني 155، والجنى الداني 366، وَالْمُغني 16.
6 - رصف المباني 156.
الصفحة 437