كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 1)

ومعنى {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} قيل: حفظهم له من أمر الله1، أي: الله أمرهم بذلك، يشهد لذلك قراءة من قرأ {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} 2.
قال تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ} 3 ... السماء العلو4، وقد جاء في مكان آخر أنه منزل من المزن5، والمزن السحاب، وفي مكان آخر أنه منزل من المعصرات6.
... قوله تعالى: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمّ ُ
__________
1 هو أحد الأقوال في معنى الآية. انظر جامع البيان (16/375، 376) ، ومعاني القرآن (2/60) ، ومعاني القرآن وإعرابه (3/142) ، ومعاني القرآن الكريم (3/478-480) ، والجامع لأحكام القرآن (9/291-293) ولم يذكر الزجاج إلا القول الذي فسر به المؤلف هنا.
2 شرح العقيدة الطحاوية، ص (560) وهذه القراءة شاذة. انظر المحتسب (1/355) . ونسبها ابن جني إلى علي بن أبي طالب وابن عباس وغيرهما. وممن ذكرها حجة على هذا المعنى ابن جرير في تفسيره (16/376) ، والزمخشري في الكشاف (2/352) ، وأبو حيان في البحر (5/364) وغيرهم.
3 سورة الرعد، الآية: 17.
4 انظر المفردات، ص (243) ، وعمدة الحفاظ (2/257) .
5 في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ} سورة الواقعة، الآيتان: 68، 69.
6 في قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً} سورة النبأ، الآية: 14. والمعصرات هي السحاب، سميت بذلك؛ لأنها تعتصر المطر. انظر المفردات، ص (336) ، وعمدة الحفاظ (3/100) . ولا تعارض بين هذه الآيات؛ لأن المزن والمعصرات هي السحاب، والسحاب في السماء. وتفسير المؤلف في شرح العقيدة الطحاوية، ص (196) .

الصفحة 103