كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 1)

.. قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} 1 كيف قال: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ولم يقل (وأطيعوا أولي الأمر منكم) ؟؛ لأن أولي الأمر لا يفردون بالطاعة، بل يطاعون فيما هو طاعة لله ورسوله، وأعاد الفعل مع الرسول؛ لأنه من يطع الرسول فقد أطاع الله، فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله، بل هو معصوم في ذلك، وأما ولي الأمر، فقد يأمر بغير طاعة الله فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله2.
__________
1 سورة النساء، الآية: 59.
2 شرح العقيدة الطحاوية، ص (542، 543) وهذه النكتة التي ذكرها في عدم إعادة العامل مع أولي الأمر ذكر نحوها الطيبي في فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (1/128) ونقلها عنه القاسمي في محاسن التأويل (2/361) ونحو هذا من النكتة في عدم إعادة العامل مع أولي الأمر قال أيضاً برهان الدين البقاعي في نظم الدرر (5/310) .

الصفحة 57