كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 1)

الشراك مردود بالكتاب والسنة.
وفي الآية قراءتان مشهورتان النصب والخفض1، وتوجيه إعرابهما مبسوط في موضعه2، وقراءة النصب نص في وجوب الغسل؛ لأن العطف على المحل إنما يكون إذا كان المعنى واحداً، كقوله3:
... ... ... ... ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وليس معنى مسحت برأسي ورجلي، هو معنى مسحت رأسي ورجلي، بل ذكر الباء يفيد معنى زائداً على مجرد المسح، وهو إلصاق شيء من الماء بالرأس4،
__________
1 يعني في لفظ "أرجلكم" وقراءة النصب، قرأ بها نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب وحفص، والباقون بالخفض. انظر المبسوط في القراءات العشر، ص (184) ، والنشر في القراءات العشر (2/254) .
2 انظر الحجة للقراء السبعة (3/214، 215) ، والكشف عن وجوه القراءات السبع (1/406) .
3 هذا الشعر لعُقَيْبة بن هُبيرة الأسدي، شاعر جاهلي إسلامي (ت نحو: 50?) قاله لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في أبيات وصدر البيت: (معاوي إننا بشر فأسجح) . ووجه الاستشهاد بالبيت أن "الحديدا" منصوب عطفاً على محل الجبال المجرورة لفظاً. وقد تبع المؤلف سيبويه وغيره في الاحتجاج بالبيت. انظر الكتاب (1/67) ، والإنصاف في مسائل الخلاف (1/332) ، ولسان العرب (10/120) "غمز" على أن قافية هذا الشعر قد جاءت مجرورة في خلاف يطول ذكره. انظر خزانة الأدب (2/260) . وإن أردت الوقوف على غير المراجع المذكورة التي أوردت هذا الشعر فانظر المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (1/209، 210) .
4 تابع المؤلف شيخ الإسلام في عدم صحة عطف قراءة {وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب على محل {بِرُؤُوسِكُمْ} لوجود الاختلاف بينهما وبين ما جاء في البيت المذكور. انظر فتاوى شيخ الإسلام (21/349) . وكون الباء للإلصاق هو رأي الزمخشري في الكشاف (1/597) ، وشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (21/349) . وقد قيل في الباء غير ما ذكر. انظر الدر المصون (4/209) .

الصفحة 64