كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 1)

{إِنَّهُ لَفِسْقٌ} وأن الأكل1 مما لم يذكر اسم الله عليه لفسق2.
قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} 3 أي: كان ميتاً بالكفر فأحييناه بالإيمان4.
.... قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} 5فاستمتاع الإنسي بالجني في قضاء حوائجه، وامتثال أوامره، وإخباره بشيء من المغيبات، ونحو ذلك، واستمتاع الجن بالإنس تعظيمه إياه، واستعانته به، واستغاثته، وخضوعه له6.
... قال تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} 7 ...
__________
1 يريد المؤلف أن يُفسِّر الضمير الذي في قوله: {وإنه} والذي ذكره نحوه في زاد المسير (3/115) .
2 التنبيه على مشكلات الهداية، ص (545) تحقيق أنور.
3 سورة الأنعام، الآية: 122.
4 شرح العقيدة الطحاوية، ص (360) . وبهذا فسَّر الإمام الطبري الآية في جامع البيان (12/18) ، وأسنده ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1381) عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة. ثم قال: "ورُوي عن مجاهد، والسدي، وأبي سنان نحو ذلك" وبهذا فسر الآية المفسرون. انظر مثلاً: المحرر الوجيز (6/141) ، ومدارك التنزيل (2/31) ، والتسهيل (2/36) ، ولباب التأويل (2/178) ، وتفسير الجلالين بحاشية الفتوحات (2/85) ، والفتوحات الإلهية (2/85) .
5 سورة الأنعام، الآية: 128.
6 شرح العقيدة الطحاوية، ص (766) . ونحو هذا التفسير أسنده ابن جرير في جامع البيان (12/116) عن ابن جريج. وبه فسر ابن جرير. وانظر معاني القرآن الكريم (2/489، 490) ، وتفسير القرآن للسمعاني (2/144) ففيهما هذا القول وغيره.
7 سورة الأنعام، الآية: 130.

الصفحة 71