كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 1)

.. قوله تعالى: {ثم استوى على العرش} 1كيف استوى؟ فقال2: الاستواء معلوم والكيف مجهول3. ويُروى هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفاً4 ومرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم5.
قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} 6 يخبر سبحانه أنه استخرج ذريّة بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو.
وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم عليه السلام، وتمييزهم إلى أصحاب اليمين، وإلى أصحاب الشمال، وفي بعضها الإشهاد عليهم بأن الله ربهم7.
__________
1 سورة الأعراف، الآية: 54.
2 يعني الإمام مالكاً رحمه الله تعالى.
3 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/398) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/150) من طريق عبد الله بن وهب. وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/91) ، وعزى إخراجه إلى اللالكائي والبيهقي. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/407) : بسند جيد. يعني سند البيهقي.
4 أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/397) ، وأورده السيوطي في الدر (3/91) ونسب أخراجه إلى ابن مردويه واللالكائي. وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي (5/365) : وقد رُوي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفاً ومرفوعاً، ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه.
5 شرح العقيدة الطحاوية، ص (372، 373) وأشار إلى قول مالك أيضاً في ص (96) .
6 سورة الأعراف، الآية: 172.
7 قول المؤلف: "وقد وردت أحاديث ... الخ" هو كلام شيخه ابن كثير في تفسيره (2/262) .

الصفحة 76