كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 1)

وروى الإمام أحمد أيضاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء، أكنت مفتدياً به؟ قال: فيقول: نعم، قال: فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك بي". وأخرجاه في الصحيحين أيضاً1.
وفي ذلك أحاديث أُخر أيضاً كلها دالَّةٌ على أن الله استخرج ذرية آدم من صلبه، وميز بين أهل النار وأهل الجنة2 ...
وأما الإشهاد عليهم هناك، فإنما هو في حديثين موقوفين على ابن عباس وابن عمرو رضي الله عنهم. ومن ثَمَّ قال قائلون من السلف والخلف: إن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد، كما تقدم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه3.
ومعنى قوله "شهدنا": أي قالوا: بلى شهدنا أنك ربنا. وهذا قول ابن عباس4 وأبي بن كعب5. وقال ابن عباس أيضاً: أشهد بعضهم على بعض6.
__________
1 أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/127) ، والبخاري في صحيحه مع الفتح برقم (3334) ، ومسلم في صحيحه برقم (2805) .
2 قول المؤلف: "وفي ذلك ... الخ" نحوه قال ابن كثير في تفسيره (2/265) .
3 قول المؤلف: (وأما الإشهاد عليهم ... الخ" هو كلام شيخه ابن كثير في تفسيره (2/265) .
4 أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15340) وقال محمود شاكر: بإسناد صحيح.
5 أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15363) وقال محمود شاكر: إسناده صحيح.
6 أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15339) ضمن أثر عن ابن عباس وفيه "وأشهدهم على أنفسهم". وقال محمود شاكر: إسناده صحيح.

الصفحة 79