كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 1)

… قوله: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} 1 قال ليث عن مجاهد: "هو الرجل يهم بالذنب، فيذكر الله فيدعه"2.
والشهوة والغضب3 مبدأ السيئات، فإذا أبصر رجع، ثم قال تعالى: {وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون} 4 أي: وإخوان الشياطين تمدهم الشياطين في الغي، ثم لا يقصرون5.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لا الإنس تُقصر عن السيئات، ولا الشياطين تمسك عنهم"6.
__________
1 سورة الأعراف، الآية: 201.
2 لم أقف على هذا الأثر مسنداً من طريق ليث عن مجاهد. وأورده الواحدي في الوسيط
(2/438) عن ليث عن مجاهد. ونسبه جماعة من المفسرين إلى مجاهد بدون ذكر ليث. انظر معالم التنزيل (2/225) ، وزاد المسير (3/310) ، والبحر المحيط (4/446) . وليث - وهو ابن أبي سُليم - الراوي عن مجاهد قال فيه الحافظ: صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فتُرك. تقريب التهذيب رقم (5685) . قلت: لكن يتقوى إن شاء الله تعالى بما عند البغوي، فإنه ذكر في مقدمة تفسيره (1/28) ، سنده إلى مجاهد من غير طريق "ليث" وإن كانت لا تسلم من ضعف.
3 قد جاء عن مجاهد من طرق تفسير الطائف بالغضب. انظر جامع البيان (13/336) . وانظر تفسير ابن أبي حاتم (5/1640) فقد ذكره عن مجاهد وغيره أيضاً.
4 سورة الأعراف، الآية: 202.
5 نحو هذا التفسير أسنده ابن أبي حاتم في تفسيره (5/1641) إلى ابن عباس من طريق علي ابن أبي طلحة. والمقصود بإخوان الشياطين هم أتباعهم المستمعون لهم القابلون لأوامرهم. انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير (2/280) .
6 أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15564) ، وابن أبي حاتم في تفسيره أيضاً برقم (8709) كلاهما من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي طريق مشهورة بالصحة والقبول بين العلماء. انظر الإتقان (2/532، 533) ، والتفسير والمفسرون (1/77، 78) .وتفسير المؤلف في شرح العقيدة الطحاوية، ص (468، 469) .

الصفحة 87