كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

يستعمل بمعنى يخصه1.
قوله - عن القرآن -: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الاوَّلِينَ} 2 أي: ذكره ووصفه والإخبار عنه3، كما أن محمداً مكتوب عندهم4. إذ القرآن أنزله الله على محمد، لم ينزله على غيره أصلاً؛ ولهذا قال (في الزبر) ، ولم يقل في الصحف، ولا في الرق؛ لأن الزَّبر جمع زبور، والزبر هو الكتابة والجمع5، فقوله: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الاوَّلِينَ} أي: مزبور الأولين، ففي نفس اللفظ واشتقاقه ما يبيّن المعنى المراد، ويبيّن كمال بيان القرآن وخلوصه من اللبس، وهذا مثل قوله: {الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ} 6، أي: ذكره7، بخلاف قول-هـ. {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} 8 أو {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} 9 أو {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} 10؛ لأن العامل في الظرف إما أن
__________
1 التنبيه على مشكلات الهداية، ص (53، 54) تحقيق أنور. وانظر ما قاله شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (7/ 290) في الفرق بين المعدّى بالباء والمعدّى باللام، ولا يبعد أن المؤلف اطلع عليه.
2 سورة الشعراء، الآية: 196.
3 نص البغوي وابن الجوزي أنه قول أكثر المفسرين. انظر معالم التنزيل (3/398) ، وزاد المسير (6/144) .
4 لعل المؤلف أراد أن يجمع بين القولين في مرجع الضمير ـ في (وإنه) ـ وهل هو لذكر القرآن كما عليه الأكثر، أو لذكر محمد صلى الله عليه وسلم؟. قال السمعاني في تفسير القرآن (4/66) : وقد قالوا إن كليهما مراد.
5 انظر معاني القرآن وإعرابه (4/100) .
6 سورة الأعراف، الآية: 157.
7 قال الطبري: يجدون نعته، وأمرَه، ونبوته. جامع البيان (13/165) وقول المؤلف قريب من هذا.
8 سورة الطور، الآية: 3.
9 سورة البروج، الآية: 22.
10 سورة الواقعة، الآية: 78.

الصفحة 22