كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

يكون من الأفعال العامة مثل الكون والاستقرار والحصول ونحو ذلك، أو يقدر: مكتوب في كتاب، أو في رق. والكتاب: تارة يذكر ويراد به محل الكتابة، وتارة يذكر ويراد به الكلام المكتوب، ويجب التفريق بين كتابة الكلام في الكتاب، وكتابة الأعيان الموجودة في الخارج فيه؛ فإن تلك1 إنما يُكتب ذكرها، وكلما تدبر الإنسان هذا المعنى وضح له الفرق2.
__________
1 الإشارة ترجع إلى الأعيان الموجودة في الخارج.
2 شرح العقيدة الطحاوية، ص (193، 194) وانظر- أيضاً- التنبيه على مشكلات الهداية، ص (175، 176) تحقيق عبد الحكيم. وانظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام (12/239، 240) فقد بحث هذه الآية بنحو هذا، ولعل المؤلف أخذ هذا منه. وقد ساق ابن تيمية وابن أبي العز تفسير هذه الآية ـ عرضاً ـ أثناء كلامهما على مسألة أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق.
سورة النمل
قول-هـ تعالى - حكاية عن بلقيس -: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} 3 المراد من كل شيء يحتاج إليه الملوك4، وهذا القيد يُفهم من قرائن الكلام؛ إذ مراد الهدهد أنها ملكة كاملة في أمر الملك، غير محتاجة إلى ما يكمل به أمر ملكها5.
والعرش في اللغة عبارة عن السرير الذي للملك6 وليس هو فلكاً،
4 انظر جامع البيان (19/446) ، ومعاني القرآن وإعرابه (4/115) ، ومعاني القرآن الكريم (5/125) فقد فسر مؤلفوها بهذا.
5 شرح العقيدة الطحاوية، ص (181) .
6 انظر معاني القرآن وإعرابه (4/115) ، وتفسير غريب القرآن للسجستاني، ص (119) ، وتهذيب اللغة (1/413) (عرش) .

الصفحة 23