كتاب حقيقة الإقالة دراسة نظرية تطبيقية

ولا ريب أن من السماحة التي حثت عليها الشريعة الإسلامية إقالة النادم، لما فيها من الثواب العظيم، ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أقال نادماً أقال الله عثرته" 1وَرَوى أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر في الدنيا يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" 2.
ويقضي مبدأ التعاون والتواد ّ بين أفراد المجتمع أن يحس المسلم بأخيه المسلم ويتألم لألمه، لما رواه النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" 3.
ومن قبيل ذلك الإحساس أن يقيل المسلم أخاه إذا ندم على العقد وطلب أن يفسخه، ليحصل على الثواب العظيم والأجر منه سبحانه وتعالى.
__________
1 سبق تخريج هذا الحديث ص: 14
2 أخرجه مسلم واللفظ له الحديث رقم (2699) صحيح مسلم: 4/2074، والترمذي في باب ما جاء في الستر على المسلم من كتاب الحدود الحديث رقم (1425) سنن الترمذي: 4/34، وأبو داود في باب المعونة للمسلم من كتاب الأدب الحديث رقم (4946) سنن أبي داود: 4/287، وابن ماجه في باب الانتفاع بالعلم والعمل به من المقدمة الحديث رقم (238) سنن ابن ماجه: 481، وأحمد في مسند المكثرين الحديث رقم (7379) مسند أحمد: 2/497.
3 أخرجه أحمد في مسنده: 30/323 رقم الحديث (18373) والبخاري في صحيحه: 7/77 في باب رحمة الناس في البهائم، ومسلم في صحيحه: 4/1999 رقم الحديث (2586) ، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/283 رقم الحديث (1367) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/493 رقم الحديث (6430) .

الصفحة 247