كتاب حقيقة الإقالة دراسة نظرية تطبيقية

لا يجوز بيع الطعام قبل قبضه فدل على أن الإقالة ليست بيعاً 1.
المناقشة:
ناقش ابن حزم المستدلين بهذا الدليل بأنه لا يسلم وجود إجماع في مسألة الإقالة في السلم بل إنه ليس هناك إجماع على جواز السلم فكيف على الإقالة فيه؟
فقال:» أما دعواهم الإجماع على جواز الإقالة في السلم قبل القبض فباطل وما وقع الإجماع قط على جواز السلم، فكيف على الإقالة فيه؟ وقد روينا عن عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، والحسن 2، وجابر بن زيد، وشريح، والشعبي، والنخعي، وابن المسيب، وعبد الله بن معقل، وطاووس، ومحمد بن علي بن الحسن 3، وأبي سلمة ابن عبد الرحمن 4، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وعمرو
__________
1 ينظر المغني لابن قدامة: 6/199، 200، وشرح الزركشي على مختصر الخرقي: 3/551، والمبدع لابن مفلح: 4/123، وكشاف القناع للبهوتي: 3/248، والمحلى لابن حزم: 9/606.
2 المراد به الحسن البصري أبو سعيد مولى زيد بن ثابت توفى سنة 110هـ. له ترجمة في تهذيب التهذيب لابن حجر: 2/263، وطبقات الحفاظ للسيوطي ص: 28.
3 هكذا ورد في المحلى: 9/606، والذي يظهر لي أن المراد به محمد بن علي بن الحسين أبو جعفر الباقر أحد الأئمة التابعين توفى سنة 114هـ. ينظر تهذيب التهذيب لابن حجر: 9/350، وسير أعلام النبلاء: 4/401.
4 هو: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوض القرشي الحافظ أحد الأعلام بالمدينة قيل اسمه عبد الله وقيل إسماعيل توفى سنة 94هـ. ينظر سير أعلام النبلاء للذهبي: 4/287-292، وتهذيب التهذيب لابن حجر: 4/214.

الصفحة 266