كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

الشهوة1.
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} 2 الإسلام والإيمان إذا قرن أحدهما بالآخر كان المراد من أحدهما غير المراد من الآخر قال صلى الله عليه وسلم: "الإسلام علانية والإيمان في القلب" 3. وإذا انفرد أحدهما شمل معنى الآخر وحكمه وقد قيل: لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالك عن فلان، والله إني لأراه مؤمناً؟. قال:"أو مسلماً"4 قالها ثلاثاً، فأثبت له اسم الإسلام، وتوقف في اسم الإيمان، فمن قال: هما سواء كان مخالفاً5.
__________
1 شرح العقيدة الطحاوية، ص (258) . وهذا التفسير أخرجه الطبري في جامع البيان (20/258) عن عكرمة بإسناد صحيح. وثبت عن قتادة تفسيره بالنفاق. انظر جامع البيان (20/258) . ورجح ابن عطية تفسير عكرمة بقوله: (وهذا أصوب، وليس للنفاق مدخل في هذه الآية) . المحرر الوجيز (13/71) .
2 سورة الأحزاب، الآية:35
3 أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في المسند (3/134، 135) ، والبزار ـ كما في كشف الأستار ـ (1/19) ، وأبو يعلى في مسنده (5/301، 302) برقم (2923) ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/52) وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بتمامه والبزار باختصار، ورجاله رجال الصحيح ما خلا علي بن مسعدة، وقد وثقه ابن حبان وأبو داود الطيالسي وأبو حاتم وابن معين، وضعفه آخرون. وحكم محققو مسند الإمام أحمد بأن إسناده ضعيف؛ لتفرد علي بن مسعدة به. انظر المسند (19/374) برقم (12381) .
4 متفق عليه من حديث سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه. أخرجه البخاري في صحيحه ـ مع الفتح ـ برقم (1478) ، ومسلم في صحيحه تحت رقم (150) .
5 انظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (492، 493) . ومضمون كلام الشيخ أن الإسلام والإيمان إذا اقترنا فُسّر الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بالأعمال الباطنة وإذا افترقا جمع أحدهما هذا وهذا.

الصفحة 28