كتاب تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة (اسم الجزء: 2)

عمر معمر آخر1.
قال تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} 2 وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ} 3 والأُجاج هو الذي مع كونه ملحاً مر4.
__________
شرح العقيدة الطحاوية، ص (131) . وما ذكره المؤلف فهو أحد القولين في تفسير الآية اللذين نقلهما ابن جرير في جامع البيان (20/447، 448) وقد رجح ابن جرير القول المذكور هنا، وذكر شيخ الإسلام القولين في مجموع الفتاوى (14/490) ثم قال: (والجواب المحقق أن الله يكتب للعبد أجلاً في صحف الملائكة، فإذا وصل رحمه زاد في ذلك المكتوب، وإن عمل ما يوجب النقص نقص من ذلك المكتوب) . قلت: هذا هو القول الثاني في معنى الآية، ويؤيده شيئان. الأول: قوله صلى الله عليه وسلم ـ كما في الصحيحين ـ: (من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه) . الثاني: إن إعادة الضمير على المعمَّر المذكور هو الواضح البين في قواعد العربية، وأمَّا إعادته على غير مذكور فلا تؤيده قواعد العربية. والله أعلم.
2 سورة فاطر، الآية:12.
3 سورة الواقعة، الآيات: 68، 69، 70.
4 التنبيه على مشكلات الهداية، ص (626) تحقيق أنور. وانظر معاني القرآن للفراء
سورة يس
قال تعالى: {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} 5 العرجون القديم الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني، فإذا وجد الجديد قيل للأول: قديم6.
__________
5 سورة يس، الآية: 39.
6 شرح العقيدة الطحاوية، ص (77) ويصحح هذا التفسير الذي ذكره المؤلف أن طائفة من المفسرين يجعلون القديم ما مضى عليه سنة. فكأنهم يشيرون إلى أنه بمضي السنة يأتي العرجون الجديد فيُقال للأول: قديم. انظر تفسير القرآن لأبي الليث (3/100) ، وتفسير القرآن للسمعاني (4/378) ، والكشاف (3/323) ، والدر المنثور (5/264) .

الصفحة 30